خاص || أثر كشف رئيس قسم الأطفال بمشفى دمشق الدكتور قصي الزير، أن نسبة إشغال القسم حالياً مئة بالمئة، مشيراً إلى وجود زيادة بعدد حالات الأطفال التي تراجع بشكوى إنتانات طرق تنفسية علوية وذوات الرئة مقارنة بالسنوات السابقة.
وبيّن د. الزير لـ “أثر” أن الحالات التي تراجع المشفى من الأطفال من مرضى الإنتانات التنفسية تم ملاحظة أنها بأعراض شديدة ومنها إصابات بفيروس الإنفلونزا الموسمي وبعضها كوفيد19 أو الإصابة بالفيروس المخلاوي التنفسي.
ولفت إلى أن سبب زيادة هذه الحالات يرجع إلى البرد وقلة التدفئة وضعف مناعة الأطفال نتيجة قلة الطعام الصحي المنوع وانتشار العدوى في المدارس بسهولة بين التلاميذ لغياب السلوكيات الصحية من نظافة شخصية وبنى تحتية، مؤكداً دور الأهل في توعية الأطفال بأهمية النظافة وغير ذلك من سلوكيات صحية في المنزل والمدرسة.
كما أشار د.الزير إلى أن حالات الإصابة بالأمراض التنفسية خلال انتقال الفصول تشهد ارتفاعاً، مضيفاً: “ولكن هذا العام كان هناك زيادة في الحالات وشدة بالأعراض وتعود لأسباب أخرى أيضاً منها تغيير الفيروسات لطبيعتها حيث توجد متحورات كثيرة خلال الفترة الماضية وتغيرت تركيبتها لذلك نجد أنواع من الفيروسات تتغير طبيعتها لتصبح أقوى أو بالعكس”.
وأكد د.الزير توفر الخدمات الصحية عبر كادر ذو خبرة من الأطباء والممرضين، وأنه يتم تقديم العلاج اللازم وكافة الخدمات الاستقصائية والدوائية للمرضى وفق كل حالة فبعضها تحتاج جلسات رذاذ وأخرى متابعة بالمشفى بعلاجات دوائية وفي بعض الحالات قد يضطرون للتدخل الجراحي، لافتاً إلى أن معظم الحالات تشفى ومن النادر حدوث اختلاطات أو فيات بين الأطفال وهي ضمن النسب الطبيعية.
من جانبها، اختصاصية أمراض الأطفال الدكتورة هويدا النابلسي، قالت لـ “أثر”: “خلال فترة الانقلابات الفصلية أي الانقلابين الربيعي والخريفي نشهد كثرة بالإصابة بالإنفلونزا نتيجة فوعة بالفيروسات بشكل عام ومنها الإنفلونزا “.
وأضافت: “خلال الفترة الماضية شهدت العيادات والمراكز الصحية زيادة بعدد المراجعين لجهة أعراض الإنفلونزا ولكنها كانت ذات طابع خاص لجهة ارتفاع درجة الحرارة لتصل لنحو 39 درجة واستمرارها لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أيام، بينما في الفترات السابقة كانت درجة الحرارة لدى الطفل ترتفع أقل من ذلك وليوم أو يومين لكن معظم الحالات تماثلت للشفاء بشكل عفوي”.
ولفتت اختصاصية أمراض الأطفال الدكتورة هويدا النابلسي، خلال حديثها مع “أثر” إلى أن واحد من 15 طفل احتاج إلى دخول مشفى نتيجة انتقال الأعراض من الجهاز التنفسي العلوي إلى الجهاز التنفسي السفلي لكنها شفيت أيضاً.
وشددت النابلسي على أهمية التوعية الصحية والالتزام بإجراءات سلوكية منها غسل اليدين مباشرة بعد دخول المنزل وإبقاء الطفل المريض فترة راحة كافية بالمنزل والتأكيد على عدم استخدام الأطفال أدوات رفاقهم في المدرسة أو مشاركتهم الطعام وذلك لمنع انتشار العدوى، ناصحة بأن تكون هذه السلوكيات دائمة وليس فقط خلال فترة انتشار المرض.