لا يزال الهدوء الحذر يخيّم على محافظة درعا، مع وجود بعض الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين إلى جانب ملاحظة حالة انتشار للمسلحين في على أطراف منطقتي الشياح والري.
وأكدت مصادر لـ”أثر” أن الجيش السوري يسعى إلى الابتعاد قدر الإمكان عن حالة التصعيد العسكري، من خلال إعطاء المزيد من الفرص لخيار التفاوض، مشيرة إلى أنه وبعد فشل جولة المفاوضات السابقة، تم الاتفاق على جولة مفاوضات جديدة ستتضح معالمها قريباً، مضيفة أن الجولة ستتضمن طروحات جديدة من قبل “اللجنة المركزية” سيتم طرحها أمام الدولة السورية.
لتشهد محاور درعا البلد صباح اليوم الأربعاء، هدوءاً حذراً وسط أنباء عن تمديد التهدئة في قطاعاتها الثلاثة المخيم والسد والبلد، وفقاً لما أفادت به مصادر “أثر”.
كما تم رصد تحركات للمسلحين على أطراف منطقتي الشياح والري، وذلك بعد تسجيل اشتباكات في الريف الشرقي القريب على محور بلدة النعيمة دون توثيق إصابات.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن رئيس “لجنة المصالحة”، حسين الرفاعي، قوله: “لا جديد، ومساء اليوم سيتّضح كلّ شيء”.
ونقلت عن مصادر مطّلعة “أن هناك مبادرة جديدة من اللجنة المركزية تنصّ على إنشاء حواجز مشتركة للجيش السوري والقوى الأمنية برفقة اللواء الثامن، شريطة عدم دخول الفرقة الرابع، على أن يتمّ إفساح المجال للقوّات التي ستدخل درعا البلد بالقيام بعمليات تدقيق وتفتيش محدودة، وعلى نطاق ضيّق، وأن تتمّ هذه العملية برفقة مسلّحي التسوية التابعين للمركزية”.
وفي سياق متصل، أشار محللون أردنيون إلى قلق سلطاتهم من الأوضاع الأمنية في درعا القريبة من الحدود الأردنية، حيث نقلت صحيفة “البيان” عن الباحث في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية، مأمون أبو نوار قوله: “هنالك اشتباكات في درعا، وفي غيرها من مناطق سوريا، وحالة الفوضى تؤدي إلى قلق أردني، ومن هنا جاء إغلاق معبر جابر-نصيب الحدودي، ومن المتوقع أن يكون إغلاقه لفترة طويلة”، وأضاف أن “أبرز تهديد هو فكرة نزوح سكان درعا الذين تتجاوز أعدادهم 50 ألف نسمة، فهل الأردن قادر على استقبالهم وتحمل عبئهم!”، أما الخبير الأمني الدكتور بشير الدعجة فاعتبر أن ما يجري غير مفاجئ، قائلاً: “إن الحدود الأردنية-السورية مؤمنة بشكل جيد، ولا يحدث خرق، بل هنالك محاولات ويتم سيطرة عليها في كل مرة، وإغلاق المعبر جاء نتيجة المناوشات التي حدثت في درعا، علاوة على أن قطع الفصائل لهذا الطريق هو رسالة بأن درعا إلى غاية الآن ليست آمنة بشكل تام، مما يسمح بتنقل المواطنين والبضائع”.