خاص || أثر برس من منا لا يعرف شخصاً قريباً، أو صديقاً، أو من أحد المعارف، رحل دون مقدمات أو وداع، بشكل مفاجئ وهو في كامل الصحة والنشاط، ودون أن يعاني من أي أمراض، ليترك خلفه دهشة أقاربه ومن حوله وتساؤلات عديدة، كيف اختطفه الموت فجأة؟
ومع تزايد حالات الموت المفاجئ سيما في صفوف الشباب أو الصغار في العمر نسبياً، يخيم القلق على الكثيرين حيال عدم معرفة الأسباب الحقيقية وراء موت الفجأة وتفسيره العملي.
أخصائي الأمراض القلبية الدكتور سومر شلبي أكد لـ “أثر”، أن السبب الأول للموت المفاجئ حسب إحصائيات كل دول العالم هو الأمراض القلبية الوعائية، وتحديداً عندما تحدث الوفاة لشخص سليم لا يعاني من أي مرض.
ولفت د. شلبي إلى أن التفسير الطبي للموت المفاجئ هو الوفاة خلال ساعة من حدوث أعراض قلبية، نتيجة احتشاء للعضلة القلبية، وأكد أن الجلطة ليست السبب المباشر لتوقف القلب.
وأوضح أنه في حال حدوث جلطة في القلب أي انقطاع التروية عن جزء من العضلة القلبية، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث اضطرابات كهربائية، في نظم القلب وتسرعات خطيرة، وهذه التسرعات هي السبب في الموت المفاجئ، والاسم العلمي لها هو “الرجفان البطيني”، وهي حالة من التسرع الشديد للقلب، وقد تصل السرعة لـ 900 أو 1000 بالدقيقة، وبهذه السرعة يتوقف القلب عن العمل ويؤدي الى الوفاة.
وأشار د. شلبي إلى أن العمر الشائع للأمراض القلبية (تصلب الشرايين، تراكم الشحوم في الشرايين) تحدث بعد سن الـ 50 بشكل عام، ومن الممكن حدوثها بعمر مبكر.
وأضاف: “نسبة تعرض الذكور للجلطات القلبية أكثر شيوعاً من الإناث، فهرمون الاستروجين عند السيدات بسن النشاط التناسلي يقوم بعامل وقائي من الداء القلبي وتصلب الشرايين، ولكن بعد عمر الـ 50-55 عند السيدات تصبح بنفس السوية مع الرجال لاحتمال التعرض لهذه الجلطات القلبية “.
وبالحديث عن التعامل بشكل إسعافي قال د. شلبي: “في حال شعور المريض بألم في الصدر ضاغط عاصر (ثقل فوق الصدر)، وتنميل وخدر منتشر للذراع الأيسر مع تعرق بارد يجب مضغ 4 حبات إسبرين ريثما يصل للطبيب أو أقرب مركز طبي”.
واستناداً إلى الحالات التي أشرف عليها الدكتور شلبي وكانت مصابة بفيروس كورونا لاحظ حصول خثرات شريانية متعددة لدى المريض المصاب ومنها الجلطات القلبية رغم غياب عوامل الخطر الأخرى، ومنهم الممثل السوري الراحل “طوني موسى” الذي توفي إثر تداعيات إصابته بفيروس كورونا.
منى حمادي