أثر برس

سباق على البوكمال.. و”التحالف الدولي” يلغّم طريق القوات السورية

by Athr Press R

رضا زيدان

“البوكمال” مدينة سورية تقع شرقي البلاد قرب الحدود العراقية، تتوسط بادية الشام والجزيرة الفراتية مكانتها نفطية كما سياسية ومنذ العهد العثماني ومع الانتداب الفرنسي والإنكليزي تسابقوا للسيطرة عليها، ومع بداية الحرب على سوريا احتلها تنظيم “داعش” إلى أراضي “خلافته” فكان مسيطراً على منفذ حدودي يربط دمشق والعراق.

وقد تحولت مدينة البوكمال السورية إلى ساحة دولية بحيث حاولت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من “التحالف الدولي” وبتواطؤ مع تنظيم “داعش” الذي انسحب من مدينة الرقة وأخلى أكبر حقل نفطي في سوريا لهذه “القوات”، حيث اعتبر “المرصد السوري” المعارض أن تواطؤاً قد حصل بين “قوات سوريا الديمقراطية” وتنظيم “داعش” أدى للوصول إلى الحقل الاستراتيجي مما فتح المجال لمزيد من الانسحابات لصالح “قوات سوريا الدبمقراطية”.

في المقابل تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على الحدود السورية-العراقية لإنشاء قوى عسكرية قادرة على إدارة المنطقة، ما يتيح لها إمكانية قطع الممر اللوجستي لإيراني والذي كان قيد الإنشاء، وقد عبّر عن ذلك الخبير في الشؤون السورية في جامعة ستانفورد فابريس بالانش.

وقد أشار الكاتب نيكولاس غفوسديف، في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست”: “أنه بمجرد دحر تنظيم داعش، التهديد المشترك لكل من روسيا والولايات المتحدة سيتصاعد واحتمالات المواجهة ستكبر”.

كما أشار “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق إلى أنه يُعد هجوماً على المدينة التي بحسب العديد من المؤشرات، يتواجد فيها غالبية قادة التنظيم.

وشدد الناطق باسم “التحالف” ريان ديلون، أن “التحالف” سيعمل للهجوم على البوكمال في إطار عمله لمكافحة ومطاردة معاقل تنظيم “داعش” في منطقة الموصل والرقة، وأشار إلى أن “قسد” هي فعلاً ستحاول الوصول للبوكمال، مما سيوجب عليها عبور نهر الفرات في نفس الوقت، ومن المعروف أن القوات السورية بغطاء من القوات الجوية الفضائية الروسية تحضّر لهجومٍ لإعادة السيطرة على المدينة التي احتلها مسلحو “داعش” وذلك من خلال عملية عسكرية من محورين: ينطلق الأول من الميادين شرق دير الزور، أما الثاني من قاعدة الـT2 في أقصى جنوب دير الزور على الحدود السورية – العراقية.

ويذكر أنه حتى الآن، لم يسجل لـ “قسد” عبور نهر الفرات إلى ضفته الغربية في محافظة دير الزور، بحيث اعتبر هذا الخط الفاصل بين “قسد” والقوات السورية في هذه المحافظة.

وحالياً، يسيطر تنظيم “داعش” على منطقةٍ حدوديةٍ صحراوية تمتد من محافظة دير الزور السورية شرق سوريا وصولاً إلى الأنبارغربي العراق حيث تقع مدينتا البوكمال والقائم الحدوديتان.

والمؤشرات تشير أن تنظيم “داعش” يُعد لمعركة قاسية للحفاظ على مراكز ثقله الأخيرة، ويتوقع الخبراء أن تلتقي القوات الحكومية السورية والقوات الحكومية العراقية في نقطة هي أقرب إلى منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم.

اقرأ أيضاً