بعد تأجيلها لمدة عامين بسبب جائحة “كورونا” تُعقد القمة العربية الـ31 يوم غد الثلاثاء في الجزائر دون حضور سوريا، بعدما طلب وزير الخارجية فيصل المقداد من الجانب الجزائري بعدم إثارة ملف عودة سوريا إلى الجامعة.
القمة تُعقد غداً، بعد انتهاء الاجتماعات التحضيرية يوم أمس الأحد، والتي شهدت خلافات بين الجزائر والمغرب، حيث احتج الوفد المغربي الذي شارك بالاجتماع في الجزائر، على نشر قناة جزائرية خريطة المملكة من دون منطقة الصحراء الغربية، تخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية على اعتمادها قبل أن تتراجع وسيلة الإعلام عن ذلك، فيما أكدت الجامعة العربية أمس الأحد أنه تم تجاوز هذا الخلاف، وأصدرت بياناً نفت خلاله أن يكون لها أي “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وحول الملف السوري قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي، في ختام الاجتماع: “اجتماع وزراء الخارجية لم يشهد خلافاً حول الملف السوري”، مؤكداً أن الاجتماع الوزاري اعتمد كافة القرارات للمجالس الوزارية السابقة، وكان مطروح على المجالس الوزارية دائماً بند وقرار متعلق بسوريا، وبالتالي الموقف المعبّر عن الموقف العربي الموحد إزاء الأزمة السورية مستمر وتم إعادة إقراره، وفقاً لما نقلته صحيفة “الدستور” الأردنية.
بدوره، أكد وزير الخارجية السوري أمس الأحد، في لقاءٍ أجراه مع صحيفة “أثير” العمانية الإلكترونية أن سوريا لم ترغب بإثارة ملف عودتها كي لا تكون السبب بحدوث انشقاقات عربية- عربية، مؤكداً أن علاقة بلاده مع كافة الدول العربية باستثناء دولة أو دولتين ممتازة ومتطورة.
وشدد المقداد على أنه اطلّع مؤخراً على مخرجات اجتماع عُقد في جنيف حضرته فرنسا والولايات المتحدة و”إسرائيل” حضوراً غير مباشر وبعض الدول العربية، وكانت النتائج التي فرضها جدول الأعمال الأمريكي هي “لا للتطبيع مع سوريا”، مضيفاً: “وصلتنا تقارير مكتوبة عن ما أكدته أمريكا في بيانها وهو أن أي تطبيع منكم سيكون غير مقبول لنا وسيكون التعامل معكم على هذا الأساس، هذه خطوط حمراء”.
وفي وقتٍ سابق، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية تحتاج تكثيف التشاور، وأنه في هذه المرحلة من الصعب التنبؤ بتوقيت عودتها، ليتم بعد شهرين من هذا التصريح الكشف عن اجتماعٍ عُقد في جنيف، ودعت إليه واشنطن 12 دولة بالإضافة إلى “هيئة التفاوض السورية المعارضة”، وأعطت خلاله الدول المشاركة ورقة أعمال مؤلَّفة من سبعة بنود، بينها بند واضح يتعلّق بعدم عودة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث حرصت واشنطن على التأكيد للوفود العربية المشارِكة رفضها مِثل هذا الإجراء، وتوصيتها بضرورة الإبقاء على الوضع الراهن.
وفي هذا السياق أكد مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي بجنيف حسني عبيدي، أن “دعوة سوريا إلى قمة الجزائر في الوضع الراهن تنطوي على مخاطرة كبيرة، وأدركت الجزائر عواقب هذا الوجود على نجاح قمتها، وبالتعاون مع دمشق تخلت عن مبادرتها”.
يُشار إلى أن القمة العربية تُعقد يوم غد في الجزائر تحت عنوان “لم الشمل”، ويتغيّب عنها عدد من حكّام الدول العربية، ومنهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بسبب مشكلة صحية في الأُذن، وكذلك العاهل المغربي الملك محمد السادس إضافة إلى تغيّب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وسلطان عُمان هيثم بن طارق، وكذلك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ليحل محلهم ممثّلين عنهم، وبذلك يكون أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المسؤول الأرفع من منطقة الخليج الذي يحضر القمة.