خاص|| أثر برس حافظت صناعة الثريات التي تستخدم (للإنارة) على وجودها على الرغم من ارتفاع أسعارها وتداعيات الحرب وتطور الزمن، بفضل تمسك الحرفيين بتراث الأجداد ورغبة البعض في امتلاكها حتى يومنا هذا.
يقول الحرفي أبو نبيل الذي يمارس مهنة تصميم الثريات الشرقية في دمشق لـ”أثر”: “براعة الحرفيين الدمشقيين متميزة منذ مئات السنين في ابتكار كل ما له علاقة بالذوق الجمالي؛ فما زالوا يحرصون على تقديم تصاميم للثريات الشرقية؛ حيث يمزجون فيها الماضي بالحاضر”، مضيفاً: “ورثت هذه المهنة وأشقائي من والدي؛ واليوم أعلم ابني سر هذه المهنة”.
ويعتمد الحرفي أبو نبيل على مادة الحديد لتشكيل الهيكل الأساسي للثريات وثم يعمل على تلبيسها بالنحاس أو بالزجاج أو بإدخال مادة الخشب ثم تجميعها وتزيينها بقطع من الكريستال أو الزجاج الملون بألوان زاهية لتستخدم لتزيين المنازل ودور العبادة وصالات المناسبات والمطاعم في دمشق القديمة.
وبحسب حرفي آخر (يبيع الثريات) فإنه لا يزال هناك إقبال من بعض العائلات على شراء الثريات لوضعها في المنازل.
أما بلال شاب يتدرب في حاضنة دمر الثقافية بدمشق على يد شيخ كار؛ يبين لـ”أثر” “أن تعلم هذه المهنة يجعله يبدع في إنشاء مشروعه الخاص والتفنن في مصنوعاته وعرضها في المعارض الخارجية”.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الجمعية الحرفية للتراث فؤاد عربش في تصريح لـ”أثر” أن هذه المهنة لا تزال رائجة بالرغم من الظروف الحالية وخاصة في دمشق القديمة.
وأضاف عربش: “في الفترة الأخيرة تحولت بعض البيوت الدمشقية إلى مطاعم تمت إعادة تأهيل ديكوراتها بوضع الثريات كنوع من التراث الدمشقي وهي مطلوبة كذلك للبيوت العربية؛ أما في المنازل الطابقية لم تعد رائجة نظراً لمساحتها الكبيرة”.
وأشار عربش إلى أن أسعار الثريات تبدأ من 800 ألف للثريات الصغرة، أما الثـريات الكبيرة فتبدأ أسعارها من 3 ملايين، متابعاً: “بات رائجاً أيضاً نوع من الأضواء الجدارية يسمى (أبليك) وهو عبارة عن (ثريات صغيرة) تعلق على الجدران ويكون بداخلها ضوء صغير سعره 450- 500 ألف ل.س”.
وعن المواد الداخلة في صناعة الثريات، قال عربش: “الخشب والحديد والنحاس كلها مواد تدخل في صناعة الـثريات حيث يقوم الحرفي بتعتيق وبخ حراري يعزل الصدأ عن الحديد ويصبح لونه شبيه بالنحاس وهذا سعره مقبول؛ وهناك إقبال عليه؛ أما النحاس فسعره مرتفع والطلب عليه قليل باستثناء المطاعم والمساجد التي تطلبه بكثر”.
وذكر عربش أنه في الفترة الأخيرة راج شراء الثـريات المستعملة بأسعار زهيدة حيث يقوم الحرفي بتعديلها وترميمها ويعيد بيعها بأسعار مقبولة نوعاً ما.
وختم رئيس الجمعية الحرفية للتراث فؤاد عربش كلامه لـ”أثر” مؤكداً أن “هذه المهنة لم تتوقف إلا أن أعداد حرفييها في تناقص بسبب تحولهم إلى العمل في مهن أخرى أكثر استمرارية وتدر عليهم مدخول مادي يومي فالظروف الاقتصادية فرضت على الكثيرين تغيير مهنهم وتحقيق دخل مادي يكفيهم وعائلاتهم”.
دينا عبد