اهتمت وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الحقوقية بالعاصفة الثلجية التي ضربت سوريا أمس الأربعاء، وألحقت أضراراً جسيمة بمخيمات النازحين شمالي البلاد.
حيث نشرت قناة “CNN” الأمريكية مقطع فيديو يُظهر تضرر مخيمات النازحين في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الذي تسيطر عليه تركيا من تراكم الثلوج عليها.
وكذلك صحيفة “القدس العربي” أكدت أن أكثر المخيمات تضرراً في مناطق ريف إدلب الشمالي الشرقي وعفرين وعزاز بريف حلب الشمالي، حيث انهارت عشرات الخيام جراء الثلوج ومياه الأمطار وتحول بعضها إلى مستنقعات.
وأعلنت منظمة منسقو استجابة سوريا في بيان أمس الأربعاء، أن عدد المخيمات المتضررة بشكل أولي نتيجة هطول الأمطار خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغ 47 مخيماً منتشراً في مناطق شمال غرب سوريا، لافتة إلى تضرر 250 خيمة أغلبها في مناطق ريف حلب الشمالي.
وبحسب منظمة “كير” الإنسانية فإن العاصفة تسببت بوفاة 3 أطفال، أحدهم في مخيم في قسطل مقداد في ريف مدينة عفرين، عندما انهارت خيمة كان فيها بسبب تراكم الثلوج على سطحها.
كما لقي طفلان يبلغان من العمر 3 و5 سنوات مصرعهما، في مخيم شمال حلب بسوريا، عندما اندلع حريق في خيمتهم بسبب المدفأة، وأصيبت والدة الطفلين بحروق خطيرة.
وبحسب التقديرات فإن سماكة الثلوج تراوحت شمالي حلب بين 30 – 50 سم، واستجابت فرق منظمة الدفاع المدني لـ57 مخيماً معظمها عشوائي، تضررت فيها 160 خيمة بشكل كامل، و1300 خيمة بشكل جزئي.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة “كير” في تقرير الثلاثاء من أن هجمة العواصف الشتوية الشديدة تؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي للنازحين السوريين، وكذلك السوريين الذين يعيشون في لبنان والأردن، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة أقل مما كانت عليه في 40 عاماً، لتصل إلى 14 درجة مئوية، بحسب قناة “CNN”.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تركيا، فقد دمرت العواصف الشتوية 362 خيمة وأثرت على 2124 نازح سوري يعيشون في مخيمات في سوريا.
وبدوره نقل موقع “عربي21” عن مدير “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، قوله: “إن بقاء المخيمات حتى الآن وفي وضعها الحالي هو أكبر أزمة فعلية ضمن الأزمة الإنسانية في سوريا”، مشدداً على أن نوعية الأضرار الحالية تستوجب تقديم كافة المساعدات للنازحين في المخيمات.
ويعيش أكثر من مليون ونصف شخص نازحين في أكثر من 1200 مخيم بمناطق ريفي حلب وإدلب شمال سوريا وسط ظروف إنسانية صعبة.