لا تزال صفحات للتواصل الاجتماعي تتناقل بين اليوم والآخر صوراً لأسماك تم اصطيادها على أنها أنواع نادرة وغريبة عن الصيادين والعامة، بالرغم من أن معظم هذه الأسماك، حتى ما تم تداوله عن ظهور للحيتان والدلافين، كان قد تم توثيق ظهورها سابقاً في المياه السورية.
آخر ما تم تداوله عبر صفحات التواصل، نشر صور لاصطياد سمكة الببغاء في بانياس، وإرفاق الصورة بالتعليق على أنها سمكة نادرة، ما أثار موجة جدل بين الناشطين الذين يتفاعلون باستمرار مع كل حديث عن ظهور أسماك غريبة.
وقال أستاذ علوم البحار والباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة تشرين الدكتور أمير إبراهيم لـ “أثر” إن سمكة الببغاء ليست نادرة، فقد تم تسجيل أول ظهور لها في المياه السورية عام 2018، وهي قادمة إلى مياهنا عن طريق قناة السويس.
وأضاف إبراهيم: “التأكد من أن سمكة الببغاء مستوطنة في مياهنا أو أنها تأتي إلينا باستمرار عبر التيارات البحرية، أمر بحاجة إلى دراسات وبحوث بشكل عميق ومستفيض”، شارحاً: “إذا تم توثيق وجودها بمراحل عمرية متدرجة فهذا يعني أنها مستوطنة وتتكاثر في مياهنا، أما إذا كانت جميعها، كما تم رؤيتها مؤخراً، بنفس الأطوال، فهذا يدل على أنها قادمة إلينا عبر التيارات البحرية”.
وأكد إبراهيم أن سمكة الببغاء من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه الدافئة أصلها البحر الأحمر، والتي تنتقل إلى البحر المتوسط بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط، مبيناً أنها صالحة للأكل.
وأشار إبراهيم إلى أن الهيئة العامة للثروة السمكية حظرت على الصيادين صيد الأحجام الصغيرة للأسماك “البذرة” مهما كان نوعها، وذلك حرصاً على وجودها في المياه، موضحاً في الوقت ذاته أن الصياد لا يستطيع تقصّد اصطياد نوع معين من السمك دون غيره، لأنه عندما يرمي شباكه في البحر لا يعرف ماذا ستطرح له الشباك، المحددة بفتحات معينة حتى لا يتم صيد الأسماك الصغيرة، عندما يسحبها من المياه.
الصياد فراس رحمون بين لـ”أثر” أنه تم بيع “فردي” سمك الببغاء في المزاد بسعر 42 ألف ل. س للكيلو الواحد، موضحاً أن وزن كل “فرد” بلغ 2.5 كغ.
وأكد رحمون أنه أول مرة يتم اصطياد سمكة الببغاء بوزن 2.5 كغ، لافتاً إلى أنه بالعادة يتم اصطيادها بوزن نصف كيلو أو 300 غرام، وبالصدفة بين فترات طويلة.
وتعتبر سمكة الببغاء التي يعد البحر الأحمر هو موطنها الأصلي، مهمة جداً لتجديد البيئة حيث تأكل الطحالب والشعاب المرجانية الميتة، وعليه فإنها تقوم بتنظيف الشعاب المرجانية، ما يعد أمراً مهماً لأن معظم الشعاب المرجانية في جميع أنحاء المناطق الاستوائية يجري خنقها من قبل الطحالب لأنه لا يوجد ما يكفي من الببغاء وغيرها من الحيوانات العاشبة هناك للتخلص من تلك الطحالب، ناهيك عن أنها تقوم بقضم الصخور محولة إياها إلى رمال.
صفاء علي – طرطوس