أثر برس

حول تقارب محتمل بين سوريا وتركيا.. الرد السوري لن يكون عبر الإعلام واحتمال تسليم المعارضة لدمشق غير مستبعد

by Athr Press Z

تسبب الإعلان التركي عن عقد لقاء بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ودعوة الأخير للتقارب بين الدولة السورية والمعارضة، بظهور العديد من التحليلات الباحثة في خلفيات هذه التصريحات وما سبقها من شرارات أطلقها الإعلام التركي حول تقارب قد يحصل بين أنقرة ودمشق، وسط غياب تام لأي توضيح من قبل الدولة السورية.

الحديث عن تقارب محتمل بين دمشق وأنقرة لم يثير حفيظة فصائل أنقرة الذين أحرقوا العلم التركي في الشمال فقط، بل أثار أيضاً حفيظة الأكراد، الذين عبروا عن خشيتهم من حدوث تغيرات في العلاقات بين تركيا وسوريا، حيث نقلت في هذا الصدد صحيفة “الشرق الأوسط” عن المعارض الكردي إبراهيم برو عضو العلاقات الخارجية لـ”المجلس الوطني الكردي” قوله: “إن ثمة محاولات لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، إضافةً إلى تعاون وتنسيق استخباري بينهما” معتبراً أن “المعارضة والأكراد على نحوٍ خاص سيكونون خاسرين ولا مصلحة لهم في ذلك”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة غضّت الطرف عما يحصل في سوريا رغم انتشار قواتها هناك.

وحول احتمال حدوث هذا التقارب، لم يستبعد رئيس “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” رياض درار، تسليم تركيا ملف المعارضة السورية للدولة السورية والتخلي عنهم لصالح عودة سيطرة كامل الأراضي السورية إلى سيطرة الدولة، بما في ذلك مناطق العمليات العسكرية الخاضعة لنفوذ الجيش التركي وفصائله، وقال: “سوف تتخلى تركيا عن المعارضة وتطالب بشكل أو بآخر بعودة اللاجئين والمهاجرين إليها، لرسم سياسات جديدة لعودة الدولة السورية إلى كافة المناطق حتى تلك الخاضعة لنفوذ تركيا شمالي البلاد”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.

فيما قال خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره أنقرة أويتون أورهان: “هناك أطراف في كل من الحكومتين التركية والسورية تدعو إلى التطبيع وتقترح إبرام اتفاق بشأن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مثل حزب العمال الكردستاني YPG وعودة اللاجئين”، مضيفاً أنه “في الوقت الحالي لا أعتقد أن أي شخص يمكنه إيجاد حل وسط وعقد صفقة، الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً لتقريب الخلافات بينهم بشأن حزب العمال الكردستاني واللاجئين”، وفقاً لما نقله موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.

فيما نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً، أشار خلاله إلى أن “التقارير التي ظهرت خلال الأشهر الأخيرة، وتحدثت عن مصالحة محتملة بين أنقرة ودمشق، هي بسبب حاجة تركيا الملحة لإيجاد حل لملايين اللاجئين السوريين داخل حدودها وكذلك الحاجة إلى إبعاد المجموعات الكردية عن تركيا، ولتحقيق هذين الهدفين، يقال إن أردوغان وحكومته يأملون في أن تتمكن الدولة السورية من التعاون والمساعدة في تحقيق تلك المصالح الوطنية التركية”.

أما بخصوص الرد السوري على هذه التصريحات، فأشار أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن التركي بسام أبو عبد الله، إلى أن “صمت دمشق عن التصريحات التركية المتتابعة حول حصول تواصل معها، هو أنها تريد أن تختبر الأقوال وأن تربط هذه الأقوال بالأفعال، وليس كل تصريح يمكن أن تعلق عليه دمشق، وهذا الأمر يحتاج إلى أفعال والتزامات، وهذا لا يعلن عنه بالإعلام بل يحتاج لعمل معقد خاصة أن الملفات بين البلدين معقدة وهناك احتلال تركي للأراضي السورية وعمل مع جماعات ومرتزقة مرتبطين به”.

يشير الخبراء إلى أننا قد نكون أمام تطورات في السياسة التركية إزاء سوريا، لكن هذه التطورات لن تكون استراتيجية، بل ستكون محدودة وستنحصر بملفات محددة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً