أعربت وزارة الخارجية السورية عن إدانتها للتفجير الذي استهدف جسر القرم الواصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم، والذي يُنذر بحسب الخبراء بتفجّر الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وسط تأكيد روسي على أن الرد سيستهدف البنى التحتية في أوكرانيا.
وقالت الخارجية السورية في بيانها: “إن سوريا تدين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الذي استهدف جسر القرم، وبيّنت التحقيقات أن أجهزة الاستخبارات في كييف هي من قامت به”، مضيفةً: أن “هذا العمل الإرهابي الذي لم يقابَل بأي إدانة من قِبل الولايات المتحدة وأدواتها في الغرب، يوضح بشكل جلي التواطؤ والشراكة الكاملة لهذا الغرب في استهداف روسيا الاتحادية”.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية مقالاً أشارت خلاله إلى احتمالات الرد الروسي، لافتة إلى ثلاثة سيناريوهات: “الأول: تدمير قطاعاً كبيراً للبُنى التحتيّة الأوكرانيّة سواءً بعمليّات ميدانيّة أرضيّة، أو بقصفٍ جوّي بالصواريخ والمُسيّرات، واستهداف الجسور ومحطّات الكهرباء والمياه في العاصمة كييف والمدن الأُخرى، والثاني: اللّجوء إلى حرب العِصابات من خلال تشكيل وحدات خاصة مؤهلة ومدرّبة بشكلٍ جيد، ويُمكن الاستفادة في هذا المضمار بتجارب سوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن، والثالث: استخدام قنابل نوويّة تكتيكيّة لوقف تقدّم قوات الجيش الأوكراني خاصةً في الأقاليم الأربعة التي جرى ضمّها إلى روسيا مؤخراً، وخاصةً إقليمي خيرسون ودونتسك”.
فيما ناقشت صحيفة “إسرائيل اليوم” احتمال أن يكون الرد الروسي مرتبط بالخِيار النووي، وخلصت في حديثها إلى أن “الحد الأقصى الذي يمكنه أن يفعله الآن هو إجراء تجربة نوويّة في المحيط المتجمد الشمالي، يمكن التقدير بأن الرد سيكون صلية صواريخ كبيرة أو هجمة مسيّرات، لكن شيئاً من هذا لن يقترب من الضرر المعنوي الذي ألحقته ضربة القرم”.
وفي هذا السياق لفت مقال للصحفي هشام ملحم، نشره موقع قناة “الحرة” الأمريكية إلى أن “تفجير جسر القرم هو بمثابة هو ضربة سياسية ورمزية ونفسية وإلى حدٍ أقل عسكرية لروسيا، وإهانة شخصيّة للرئيس فلاديمير بوتين الذي افتتح الجسر في 2018”.
فيما جاء في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: “تردد ملف استهداف جسر القرم أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، ووفقاً لتصريحات مسؤولين أوكرانيين فإن هذا الهدف يجب تنفيذه عندما تسمح الظروف وقدرات التسلح، في المقابل ردت موسكو أكثر من مرة بالتحذير من تجاوز هذا _الخط الأحمر_ باعتبار الجسر ضمن الأراضي الروسية أولاً، وبصفته منشأة مدنية وليست عسكرية ثانياً، في وقت سابق لوح الرئيس السابق ديمتري مدفيديف الذي حولته الحرب الأوكرانية إلى أحد الصقور في السياسة الروسية، بعدما ظل لسنوات طويلة يوصف بأنه حمامة، لوح بأن استهداف جسر القرم سيكون بمثابة يوم القيامة بالنسبة إلى أوكرانيا”.
يُشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقد اليوم الاثنين اجتماعاً ميدانياً مع أعضاء مجلس الأمن، قال خلاله: “وضع نظام كييف نفسه من خلال أفعاله، على نفس مستوى التشكيلات الإرهابية الدولية، مع أكثر التنظيمات بغضاً، ومن المستحيل ترك جرائم من هذا النوع دون رد”، معلناً في الوقت نفسه أنه “بناءً على اقتراح من وزارة الدفاع ووفقاً لخطة هيئة الأركان العامة الروسية، تم إطلاق سلاح جوي وبحري وبري بعيد المدى وعالي الدقة ضد مرافق الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات الأوكرانية، وإذا استمرت محاولات شن هجمات إرهابية على أراضينا، فستكون ردود روسيا صارمة وستتوافق في نطاقها مع مستوى التهديدات لروسيا، لا ينبغي لأحد أن يشك في هذا”.