قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيري كانيكو اليوم الثلاثاء إنّ سوريا مددت السماح بتسليم مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية عبر معبري “باب السلامة” و”الراعي” الحدوديين مع تركيا حتى 13 من تشرين الثاني المقبل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدثة قولها، “نرحب ترحيباً حاراً بتمديد الإذن من قبل الحكومة السورية لاستخدام معبري (باب السلامة) و(الراعي) حتى 13 من تشرين الثاني”.
ووافقت سوريا بعد أسبوع من الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، في 6 من شباط الفائت، على فتح معبرين إضافيين “باب السلامة” و”الراعي” مؤقتاً من تركيا إلى شمال غربي سوريا مدة ثلاثة أشهر انتهت في أيار، وجرى تمديدها حتى 13 من آب، قبل إعلان تمديدها اليوم مجدداً.
كما مدّدت دمشق في 13 من تموز الفائت آلية إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، في خطوة باتت تعتمدها الحكومة السورية لتعزيز حضورها في هذا الملف، وإبعاده عن طاولة المفاوضات السياسية، وذلك بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في جلسةٍ عقدها في 11 من الشهر نفسه، بالتوصل إلى تمديد التفويض الأممي لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا الذي انتهى العمل به، وفق مشروع القرارين السويسري- البرازيلي والروسي.
وفي هذا الصدد أعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ، في رسالة إلى مجلس الأمن، أنّ “دمشق ستسمح بإرسال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مدة ستة أشهر إضافية”، مضيفاً: إنّ “هذه الخطوة تبدأ من الثالث عشر من الشهر الجاري، ويجب أن يجري تنفيذها بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية”.
وتستخدم قوافل الأمم المتحدة حالياً نقطتي عبور للمساعدات إلى شمالي سوريا عبر معبري “باب السلامة والراعي”، غير أن الأمم المتحدة تشير إلى أن 85% من المساعدات الإنسانية الأممية كانت تنقل إلى شمالي سوريا عبر معبر “باب الهوى”، وهو حجم لا يستطيع المعبران الآخران تعويضه”.
وسبق أن لفت ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة راميش راجاسينغهام إلى أنّ “المساعدة عبر الحدود مسألة حياة وموت لملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا”، معتبراً أن “إخفاق مجلس الأمن في تجديد هذه العمليات هو مخيب للآمال بشدة”، مشيراً إلى أن “4.1 مليون من أصل 4.6 مليون شخص في شمال غربي سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.
وأمس الاثنين، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” تقريراً شاملاً بشأن الوضع الإنساني في سوريا خلال النصف الأول من العام 2023، والحاجة المستمرة للمساعدة الإنسانية في البلاد.
ولفت التقرير إلى أن “الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط الفئت تسبب بأضرار جسيمة في شمالي سوريا، وأثرت نتائجه على ما يصل إلى 8.8 مليون شخص، كما تسبب بدمار البنية التحتية الخدمية الأساسية والمنشآت، وفاقم أوضاع الأطفال المستضعفين وأسرهم، ما ترك عدداً من الناس من دون طعام وماء ومأوى وفي حاجة ماسة إلى المساعدة الطبية والنفسية الاجتماعية الطارئة، خصوصاً مع سقوط ما يقارب من الـ 6000 شخص، بمن فيهم الأطفال، وإصابة ما يزيد عن 12000.
وأكدت أن “عامليها تمكنوا من الوصول إلى 2.5 مليون شخص في المناطق المتضررة في كلٍ من حلب وإدلب واللاذقية، إذ تقدر القيمة الإجمالية المقدرة للأضرار والخسائر الناجمة عن الزلازل بـ 9 مليار دولار”.
وأضافت: “أسهم فتح نقطتين حدوديتين إضافيتين (معبري باب السلامة والراعي) بتمكين موظفي الأمم المتحدة من القيام بمهام وزيارة المناطق الأكثر تضرراً، حيث أكملت يونيسيف 30 مهمة عبر الحدود لتسريع تدخلاتها المنقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم وحماية الطفل”.
أثر برس