أثر برس

سوريا حاضرة بقوة في الحديث عن التصعيد في أوكرانيا

by Athr Press Z

تحضر سوريا بشكل كبير عند الحديث عن تصاعد حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في أوكرانيا، والتي باتت تهدد باندلاع حرب بين روسيا و”الناتو” في أوكرانيا، حيث يربط معظم المحللين في وسائل الإعلام بين تزايد النشاط العسكري الروسي في سوريا وعلى سواحل البحر المتوسط وهذا التوتر.

حيث نشر موقع “المونيتور” الأمريكي مقالاً حول الدوريات الجوية الروسية – السورية على كامل الحدود السورية، جاء فيه: “من المرجح أن الجيش الروسي لم يخرج بتدريبات دورية جوية مشتركة فقط لمنع إسرائيل من ضرب سوريا، فروسيا تحاول أيضاً إرسال إشارات واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 20 كانون الثاني عن تدريبات بحرية تشارك فيها أكثر من 140 سفينة في جميع مناطق مسؤولية الأساطيل، وفي المستقبل القريب سيركز الكرملين قوة كبيرة غير مسبوقة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستنضم مجموعتان كبيرتان من السفن الحربية إلى الأسطول الروسي المتمركز في ميناء طرطوس السوري والمكون من 10 سفن”.

ومن جهة، أخرى يشير الباحث في الشؤون التركية – الروسية باسل الحاج جاسم في مقال له على موقع “الجزيرة نت” إلى ارتباط سوريا بالتوتر في أوكرانيا انطلاقاً من تركيا، مشيراً إلى أنه في حال اندلعت الحرب فإن تركيا والتي هي عضو في حلف “الناتو” ستخسر أوراقاً سياسية كسبتها من روسيا في سوريا، حيث جاء في مقاله:
“قد تكون تركيا الخاسر الأكبر بعد روسيا وأوكرانيا في حال اندلاع أي صدام عسكري، ووقوفها إلى جانب روسيا سيزيد من تعقيد علاقاتها مع حلفائها في الناتو، وإذا اختارت الوقوف ضد روسيا، فهذا سيفقدها الكثير من الأوراق العسكرية والسياسية التي أمنتها لها موسكو ولاسيما في سوريا، بالإضافة لعواقب اقتصادية، وصحيح أن من مصلحة تركيا الوقوف على الحياد في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، ولكن اختيارها موقف في المنتصف قد يجعلها تخسر كل الأطراف، وانطلاقاً من كل المعطيات أعلاه تبرز أهمية دعوة تركيا الوساطة بين جارتيها موسكو وكييف”.

فيما أشار المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف في مقال له نشره موقع “روسيا اليوم” إلى أن: “روسيا تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتجنّب الصراع في أوكرانيا، ويبدو لي أنها ستحاول فرض صراع مباشر بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر غير موات بالمرة للأخيرة عشية أزمتها مع الصين، وبهذه الطريقة تضع روسيا الولايات المتحدة بين خيارين إما إنفاق موارد ضخمة على حربها المباشرة مع روسيا، ما سيجعل خسارة الولايات المتحدة للصين أمراً لا مفر منه، أو الاستسلام لروسيا في أوروبا، وليس هناك مكان أفضل من سوريا لهذا السيناريو”.

الحديث عن ارتباط الملفين السوري والأوكراني ببعضهما يعود إلى عام 2014، عندما قررت موسكو ضم شبه جزيرة القرم، لتدخل القوات الروسية في 2015 سوريا وتحصل على اتفاق لإقامة طويلة الأمد في قاعدتي اللاذقية وطرطوس، ومنذ أن أنشأت روسيا قاعدتها في حميميم، تتم الإشارة في التحليلات إلى أنها هذه القاعدة لا تُرضي “الناتو” ويتم وصفها باستمرار بأنها أهم قاعدة عسكرية خارج سوريا، حيث نشر موقع “المونيتور” الأمريكي في كانون الأول الفائت تقريراً أكد فيه إلى أن الكرملين يأمل أن تكون قاعدة حميميم شوكة روسيا المستقبلية في خاصرة “الناتو”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً