بعد تزايد التقارير الروسية و”الإسرائيلية” التي تتحدث عن تغيّر في السياسة الروسية إزاء الهجمات “الإسرائيلية” على سوريا، نشرت صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية مقالاً أشارت فيه إلى تغيّر الوضع العسكري السياسي في الشرق الأوسط يتغير بشكل غير متوقع، وقبل كل شيء، حول الحرب في سوريا، مشيرة إلى تحليلات خبراء “إسرائيليين” في هذا الصدد.
ونقلت الصحيفة عن الخبراء “الإسرائيليين” تحليلهم: “الاتفاق الاستراتيجي مع روسيا، الذي كان موجوداً في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والذي بموجبه غضت موسكو النظر طوال سنوات عن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية على سوريا لم يعد موجوداً”.
وأشاروا إلى أن “الوضع بات وكأنه تم وبتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحرير أيدي خبراء الدفاع الجوي الروس في دمشق وفي قاعدة حميميم الجوية الروسية، وعلى ما يبدو، سُمح لهم ضمنيا بالمشاركة في صد الغارات الجوية الإسرائيلية على المنشآت العسكرية في سوريا”، معتبرين أن هذا التحليل في حال كان واقعياً فسيكون بمثابة نتيجة مباشرة للاتفاقات الضمنية التي تم التوصل إليها خلال القمة الأخيرة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، والتي عقدت في 16 من حزيران في جنيف.
وفي موقف لا يتفق إلى حد كبير مع هذا التحليل “الإسرائيلي” نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن ”يسرائيل زيف” رئيس قسم العمليات السابق بـ”الجيش الإسرائيلي” تأكيده على أن التقارير الروسية لا تُثير القلق لوجود مصالح مشتركة بينهم وبين الروس في سوريا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه “يجب الانتباه، لأنهم قد لا يكونون راضين عن الوضع الراهن الذي نشأ فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على سوريا”.
كما لفتت الصحيفة الروسية في مقالها إلى صعوبات عدة يعاني منها “العسكريين الإسرائيليون” إلى جانب خلافاتهم مع واشنطن، مضيفة أن “هذا الخطر لا يترك لتل أبيب أي خيار: سيكون عليها أن تضرب سوريا مرارا، على الرغم من تغير موقفي موسكو وواشنطن، لكن هذا، في الظروف الجديدة، محفوف بمخاطر لكل الأطراف المشاركة في النزاع”.
يشار إلى أنه في الفترة الأخيرة ظهر تطور لافت في السياسة الروسية إزاء الهجمات “الإسرائيلية” في سوريا، فبعدما كانت روسيا تلتزم الصمت إزاء هذه الهجمات، أصدرت بيانات حول تفاصيل الاعتداء، وذلك بالرغم من الاتفاقيات والتنسيق المتبادل بين الجانبين الروسي و”الإسرائيلي” في سوريا التي تقدم فيها موسكو لـ”تل أبيب” حرية الحركة في سماء سوريا.