انطلق اليوم الإثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أعمال مؤتمر بروكسل6 تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، بهدف جمع مساعدات مالية من المانحين لدعم برنامج المساعدات الأممية لملايين اللاجئين السوريين في دول الجوار، دون أن تتم دعوة سوريا أو روسيا.
وبالرغم من أن المؤتمر يناقش مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في “الاتحاد الأوروبي” جوزيب بوريل، قبل يوم واحد من انطلاق أعمال المؤتمر: “إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بخطوطه الحمراء الثلاثة، التي تتضمن عدم المساهمة بإعمار سوريا وعدم رفع العقوبات وعدم إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع دمشق ما لم يتم إنجاز انتقال سياسي حقيقي وشامل بحزم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وبدروها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن “هذه المؤتمرات بصيغتها الحالية لا تتفق مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني وهي تتم بدون مشاركة الدولة المعنية الأساسية وهي الجمهورية العربية السورية”.
وأشار البيان، إلى أنه “لم يعد خافياً على أحد مدى تسييس الدول المنظمة لمؤتمر بروكسل السادس لموضوع تقديم المساعدات الإنسانية وربطه بشروط سياسية مسبقة لا علاقة لها بمتطلبات وأهداف العمل الإنساني، بما في ذلك عرقلة عملية إعادة الإعمار وعرقلة عودة اللاجئين وعدم دعوة الاتحاد الروسي أو الدول الأخرى ذات الموقف المتوازن للمشاركة في المؤتمر”.
كما أصدرت الخارجية الروسية أمس الأحد، بياناً هاجمت خلاله المؤتمر، واتهمته بـ”الانزلاق أكثر فأكثر إلى التسييس المتهوّر للقضايا الإنسانية، وإعاقة مشاريع التعافي المبكر”، مشيراً إلى أن “المانحين الغربيين يتباهون بتبرعاتهم السخية، من دون أن تحرجهم الحقيقة المتمثّلة بأن واشنطن وبروكسل هما من يَخنق السوريين العاديين بعقوبات غير قانونية أحادية الجانب”.
ويُعقد المؤتمر بحضور وفد من “الائتلاف السوري المعارض” وممثلين عن بعض الدول العربية كالأردن والكويت ولبنان ودول الاتحاد الأوروبي.
ويتزامن المؤتمر مع عودة الحديث عن مسألة تمديد قرار فتح معابر الشمال السوري، وخشية الدول الغربية من استخدام روسيا لحق النفض “الفيتو” لمنع تمديد القرار الذي يقضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة فقط.
يشار إلى أنه يتم عقد هذه المؤتمرات والحديث عن ضرورة فتح معابر الشمال السوري في الوقت الذي تشهد فيه تلك المناطق انخفاضاً لافتاً في المساعدات الإنسانية من قبل الاتحاد الأوروبي، بالرغم من فتح المعابر، حيث حذرت مؤخراً منظمة “Syria Relief” البريطانية غير الحكومية، من أن أكثر من 40 ألف طفل في شمال غربي سوريا باتوا خارج مقاعد الدراسة، بسبب تقليص المساعدات البريطانية إلى سوريا، مشيرة إلى انتهاء التمويل البريطاني لـ133 مدرسة تديرها في سوريا، أواخر نيسان الماضي، وكذلك حذرت منظمة العفو الدولية “أمنستي”، من أن تناقص المساعدات الدولية الممنوحة إلى شمال غربي سوريا العام الماضي، ترك نحو 3.1 مليون شخص، في مواجهة أزمة صحية تكافح فيها المستشفيات والمرافق الطبية للعمل بموارد شحيحة.