أثر برس

أين وصلت أبحاث وتجارب استنباط قمح مقاوم للمتغيرات المناخية في سوريا؟

by Athr Press G

خاص ||أثر برس قطعت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية شوطاً بعيداً في مجال التجارب لاستنباط أصناف جديدة من بذار القمح المقاوم للمتغيرات المناخية، والذي يعطي مردوداً إنتاجياً وفيراً في وحدة المساحة، دون أن يصل ذلك إلى حقول المزارعين، وإنما اقتصر على حقول وتجارب البحوث العلمية، ليبقى إنتاج سوريا من القمح لا يراوح في مكانه فحسب، بل في تراجع مستمر.

وعن ذلك، كشف المهندس الخبير في شؤون القمح بالهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية خالد شريدة لـ”أثر برس” أن بحوث الهيئة قدمت منذ سنوات أصنافاً بذرية للقمح ذات مردود إنتاجي عال، وتتأقلم مع المتغيرات المناخية، وكان آخرها قبل شهر من الآن.

ويستطرد المهندس شريدة بأن هناك حلقة مفقودة بين ما تنتجه حقول البحوث العلمية الزراعية وبين ما ينتجه المزارعون، وقد يكون السبب الجوهري والرئيسي في ذلك هو عدم توفر مستلزمات القمح من أسمدة، مشيراً إلى أن الهكتار الواحد في حقول البحوث العلمية الزراعية يعطي مردوداً يتراوح بين الـ 6 – 7 طن، في حين عند المزارعين لا يتعدى 3 – 4 طن.

وأوضح خبير القمح خالد شريدة أن البحوث مازالت تعمل على استنباط أصناف جديدة بهدف تطوير البحث العلمي والوصول إلى أصناف تتلاءم مع المتغيرات المناخية، وأن هذه الأصناف بعد الانتهاء من التجارب عليها سيتم تسليمها إلى المؤسسة العامة لإكثار البذار للتوسع بزراعة هذه الأصناف بما يكفي لتوزيعه لاحقاً على المزارعين كصنف جيد وذو مردود عال.

تراجع إنتاج سوريا من القمح:

من ناحيته أستاذ الاقتصاد في جامعة حماة والخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم قوشجي بيّن لـ”أثر” أن سبب تراجع إنتاج سوريا من القمح ليس للمتغيرات المناخية دوراً كبيراً فيه، وإنما غياب مستلزمات المحصول من أسمدة ومياه الري، وذكر مثالاً على ذلك، إنتاج سوريا من القمح في عام 1997 كان 5 ملايين طن، أي كان هناك فائض فتم تصدير 885 ألف طن، في حين بدأ يتراجع مع مطلع الألفية الثانية تدريجياً.

إلى ذلك، بين مدير الإنتاج النباتي في الهيئة العامة لتطوير الغاب المهندس وفيق زروف لـ”أثر” أن خطة زراعة القمح في مجال سهل الغاب هي 55 ألف و500 هكتار، لم يزرع منها إلا 20 ألف هكتار، معللاً الأسباب بقلة مخصصات الأسمدة.

يذكر أنه  مع اندلاع الأزمة في العام 2011 وعلى الرغم من محافظة الإنتاج في أول عامين من هذه المرحلة على وتيرة إنتاج جيدة، ففي العام 2011 بلغ إنتاج البلاد حوالي 3.858 مليون طن، وفي العام 2012 تدنى الإنتاج قليلاً ليبلغ حوالي 3.609 مليون طن، إلا أنه بقي جيداً، لاسيما إذا ما تمت مقارنته بالأعوام التالية، حيث تراجع الإنتاج ليصل في بعض الأعوام لنحو 1.223 مليون طن كما هو الحال في العام 2018، وإلى 1.552 مليون طن في العام 2022، وإلى 1.726 مليون طن في العام 2016، لكن الملاحظ أن الإنتاج قفز في العام 2019 ليصل إلى أكثر من 3 ملايين طن، وفي هذا العام كانت الهطولات المطرية على مستوى الكمية والتوزع الجغرافي والزمني، وفي عام 2020 كان الإنتاج زهاء 2.8 طن، وخلال عام 2021 سجل نحو 1.05 مليون طن، وفي 2022 نحو 1.7 مليون طن، بحسب بيانات وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين.

وخلال عام 2023، تمت زراعة نحو 517 ألف هكتار بمحصول القمح في مناطق سيطرة الدولة وتحقيق إنتاج بلغ نحو مليون و93 ألف طن، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة.

أعلى معدلات تصدير القمح في تاريخ سوريا

أعلى معدلات تصدير القمح في تاريخ سوريا

محمد فرحة

اقرأ أيضاً