اتفقت كل من تركيا وأمريكا خلال محادثاتهم الأخيرة في أنقرة على إنشاء مايسمى بمشروع “المنطقة الآمنة” في شمال شرق سورية، المشروع الذي طالما أكدت الدولة السورية على رفضها له معتبرة أنه مشروع احتلالي ويهدف إلى تقسيم سورية.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية بياناً عن السفارة الأمريكية في أنقرة جاء فيه: “أجرى وفدان عسكريان أمريكي وتركي، في الفترة من 5 إلى 7 أغسطس 2019، اجتماعات في مقر وزارة الدفاع التركية لمناقشة خطط لتنسيق الجهود بشأن إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية”.
وأضاف البيان أن “العسكريين الأمريكيين والأتراك اتفقوا على التنفيذ السريع للتدابير الأولية لمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، إضافة إلى إنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا في أقرب وقت ممكن لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة”.
كما اتفق الطرفان على جعل المنطقة الآمنة “ممراً للسلام”، فضلاً عن بذل كل الجهود الممكنة لتمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلدهم، وفقاً لما نقلته “الوطن”.
من جهتها، أفادت وكالة “الأناضول” بأن قوات أمريكية وتركية مشتركة ستتولى مهمة إدارة “المنطقة الآمنة” بعرض 30-40 كم التي ستتم إقامتها على طول الحدود مع سورية.
ووفقاً لـ”الوطن” فإن “وحدات حماية الشعب” الكردية أزالت أعلامها من أغلب المدن والبلدات عند الحدود السورية التركية.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “باسنيوز” عن مصدر كردي مطلع رفض الكشف عن هويته قوله: “وحدات حماية الشعب الكردية سوف تنسحب من المنطقة وفق مدى الأسلحة التي تمتلكها، فالأسلحة التي مداها 15 كم سوف تبعد إلى عمق 15 كم مع المسلحين، والأسلحة التي مداها 20 وهكذا، لتبديد المخاوف الأمنية التركية”.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين عن رفض دمشق القاطع لهذا المشروع، مشددة أنه ينافي القوانين الدولي.
وتزامن الإعلان عن قبول الاتفاق بين أمريكا وتركيا حول “المنطقة الآمنة” لدرء العملية العسكرية شمالي سورية، مع ازدياد الحديث في الأوساط الكردية عن ضرورة التوجه للحوار مع الدولة السورية والتنسيق معها لإعادة مناطق شرق الفرات إلى سيطرتها، الأمر الذي يعارض المصالح الأمريكية في سورية بشكل كامل.
يشار إلى أن السفير الأمريكي السابق لدى دمشق روبرت فورد، أشار مسبقاً إلى أن معظم الأمريكيين لا يهتمون بمستقبل الأكراد، كما أكد مسؤول في “قسد” أن المحادثات التي تجريها أمريكا مع تركيا حول “المنطقة الآمنة” والشمال السوري حماية لمصالحها وليست كرمى لعيون الأكراد.