خاص || أثر برس انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لملصقات وضعها أشخاص لبنانيون على بعض المحال التجارية التي تعود لسوريين بمناطق مختلفة في لبنان كالأشرفية، وبرج حمود، الرميل، الصيفي، يطلبون فيها مغادرة السوريين قبل يوم أمس الجمعة، تفادياً لما ستؤول له الأمور من غضب وعنف بحقهم.
سوريون لـ”أثر”: الوضع سيئ
وهنا، أكد عدد من السوريين المقيمين في لبنان لـ”أثر برس” أن الجيش اللبناني انتشر أمس الجمعة في جميع المناطق بيروت، وأقام حواجز لتدقيق الهويات والإقامات، وكل سوري مخالف تم توقيفه.
وتابع أحد الأهالي خلال حديثه لـ”أثر” أن الوضع في المناطق التابعة لحزب القوات اللبنانية والكتائب سيئ جداً، لأنه في هذه المناطق تم منع السوريين من فتح محالهم ولحين مراجعهم البلدية، عدا عن تجول أشخاص في الشوارع يطلبون عبر مكبرات الصوت من السوريين مغادرة لبنان خلال مهلة يومين.
ويؤكد عدد من السوريين لـ”أثر” أن هذه التصرفات فردية ولكن (لا يوجد دخان من دون نار)، معتبرين أنه يتم خلق الفتنة لترحيل السوريين لبلدهم.
كما أوضح سوري مقيم في بيروت فضل عدم ذكر اسمه لـ”أثر” أن السوريين كلهم في حالة ذعر وخوف مما يحصل لأنهم متواجدين في مناطق غير آمنة، إذ من الممكن أن يتعرضوا للضرب بأي لحظة، إضافة إلى أن عملهم توقف في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنهم لا يخرجون من المنازل إلا للحالات الضرورية.
السفارة السورية في بيروت:
وفي وقت سابق، أصدرت السفارة السورية في لبنان بياناً أكدت فيه “حرص البلدين على العلاقة الأخوية بينهما، معربة عن أسفها وإدانتها للجريمة التي ارتكبت بحق أحد المواطنين اللبنانيين وبعض ردود الأفعال عليها التي أدت إلى اعتداءات طالت بعض المواطنين السوريين بما يخالف العلاقة الأخوية بين البلدين ويسيء إلى كرامة المواطن اللبناني والسوري”.
وأكدت السفارة السورية في لبنان أنها تتابع أمور المواطنين السوريين الموجودين بالتنسيق مع الجهات اللبنانية المختصة بما يصون العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري، مؤكدة على موقف سوريا من ملف النزوح وأنها كانت ولاتزال مع عودة أبنائها إلى بلادهم، ولا تدخر جهداً لتسهيل هذه العودة، كما أن الحكومة اللبنانية على معرفة ودراية بهذا الأمر.
وبينت خلال البيان أن ما يعيق عودة السوريين الى بلادهم هو تسييس ملف النزوح من قبل الدول المانحة وبعض المنظمات الدولية المعنية بملف النازحين واللاجئين، وكذلك الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري والتي تشمل آثارها السلبية المواطن السوري واللبناني.
وأكدت على تعاون الحكومة والجهات الرسمية اللبنانية والمواقف الوطنية اللبنانية التي تدعو إلى نبذ التحريض ضد المواطنين السوريين، وحرص سورية على أمن لبنان واستقراره وعلى التعاون مع أجهزته المختصة لتسليم المطلوبين من الجانبين بما يحقق مصلحة البلدين.
حزب القوات اللبنانية:
وفي ذات السياق، أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية بيان جاء فيه: أن القوات نادت وما زالت منذ اللحظة الأولى بوجوب عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، خصوصاً أن الأمن في سوريا استتب، وبإمكان المؤيدين ومعارضيهم العودة إلى المناطق، وبالتالي لا حجة إطلاقاً لوجودهم في لبنان.
وأضاف أن المطالبة بعودة اللاجئين السوريين أصبحت أكثر إلحاحاً، بعدما أصبح واضحاً حجم عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها البعض منهم، مشددة في الوقت نفسه على أن المطالبة بعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم شيء، والتصرف بحقد وهمجية شيء آخر مختلف تماماً.
وتابع البيان: التصرفات التي نراها على بعض مواقع التواصل وبعض الممارسات التي نشهدها على الأرض مرفوضة من جهة، ومريبة في الشكل والمضمون والتوقيت من جهة أخرى.
وختمت بقدر ما ندعو خصوصاُ السلطات اللبنانية إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، نستنكر في الوقت نفسه التعديات الهمجية التي يتعرض البعض منهم لها.
رئيس الحكومة اللبنانية:
ومن جانبه، أفاد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، بأن الحكومة تقوم باتصالاتها لوضع حل لأزمة النازحين السوريين، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة، لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا إلى لبنان تحت عنوان لاجئين، مشيراً إلى أنه “يجب التمييز بين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية ويعملون ويساهمون في الاقتصاد، وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الإفادة من هذا الموضوع”.
وتابع أنه عندما تصبح هناك مناطق آمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون أي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني، موضحاً أن “من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون نحن نحترمه مثلما نحترم أي مواطن عربي آخر”.
وختم أن “لا شيء يوحد اللبنانيين حالياً أكثر من موضوع النازحين، ومن خلال الاتصالات الدولية نسعى إلى البدء بما يلزم في هذا الملف”، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام”.
وكانت مديرية المخابرات اللبنانية بالتنسيق مع السلطات السورية تمكنت من توقيف السوريين الثلاثة المسؤولين عن اختطاف وقتل منسق قضاء جبيل في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان.
يذكر أن عملية خطف منسق قضاء جبيل في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، تمت أثناء عودته من تقديم واجب عزاء في بلدة الخاربة مساء الأحد، ما أثار ضجة في لبنان، إذ خرج عدد من مناصري حزب “القوات” اللبناني بمظاهرات منددين بما جرى، بينما طالب الحزب مناصريه بالخروج من الساحات والتهدئة.
لمى دياب