خاص|| أثر برس على غرار ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف التي اضطرت الكثير لاختصار بعض من العادات إن لم يتم إلغاء الحفل بالكامل، يضطر كثير من السوريين لاختصار طقوس الوفاة وتحديداً مراسم العزاء، إذ يتم اختصار أيام العزاء ليوم أو يومين بدلاً من ثلاثة، أو الاقتصار على تقبل التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مراسل “أثر” جال في أسواق دمشق وريفها، ورصد تكاليف مستلزمات العزاء والوفاة، إذ تراوح سعر الكفن بين 125 – 200 ألف ليرة سورية، وسعر العطور المرافقة له كالكافور والمسك والطيب تتراوح بين 50 – 100 ألف تبعا للكمية وحجم العبوات، أما أجرة مغسل الموتى فتختلف من مغسل لآخر، وتتراوح بين 100 – 250 ألف ليرة سورية.
وهنا تقول إحدى مغسلات الموتى السيدة “أم زاهر” لـ “أثر”: مهنة تغسيل الموتى هي المهنة الوحيدة التي لم تتأثر بالأوضاع، وبقيت مستمرة، وكانت تقتصر على عدد معين من المغسلين، ولكن في الفترة الأخيرة زاد عدد العاملين بها.
وعن الأجور التي تتقاضاها، أوضحت أن أجرة تغسيل المتوفى تختلف من مغسّل لآخر، ولكن شخصياً هي تتقاضى 100 ألف عدا عن رسوم المواصلات، أما إذا طُلب منها إحضار مستلزمات التغسيل كالكفن ولوازمه، تصبح أجرتها 350 ألف.
وكشفت أن الطلب على المغسلات أكثر من المغسلين الرجال، لأنه مؤخراً أصبح أولاد المتوفى أو أقربائه يغسلونه لتفادي الأجور، بينما النساء تتغلبهن العاطفة ولا يستطعن تغسيل إحدى المتوفيات لديهم.
وعن عدد المتوفيات التي تغسلهن يومياً، بينت أنه وسطياً تغسل 3 – 5 وفيات يومياً في العاصمة دمشق، بما أنها معروفة في المهنة، فهي تمارسها منذ أكثر من 20 عاماً.
أما العم أبو صفوح، مغسّل موتى، بيّن لـ “أثر” أن أجرة التغسيل يحددها الوضع المالي لأهل المتوفى، فإذا كان وضعهم الاقتصادي معدوماً لا يأخذ أجرته، أما إذا كان وضعهم الاقتصادي ميسوراً ومتوسطاً تبلغ أجرته 100 ألف، أما العوائل التي تتمتع بوضع اقتصادي ممتاز تتراوح أجرته بين 150 – 200 ألف.
وأكمل: أجرة المواصلات تكون على أهل الميت، ولوازم الغسيل والعطور والكفن أحياناً أجلبها أنا، وأحياناً تكون جاهزة من قبل أهل الميت.
“تقريباً أغسل يومياً متوفى أو اثنين، وأحياناً تمر أيام دون طلب”، بحسب أبو صفوح، مؤكداً: “مهنة تغسيل الموتى توجد فقط في المدن والمناطق، أما في الأرياف والقرى تقتصر على أهل المتوفى”.
يشار إلى أن أسعار القبور في العاصمة دمشق، ارتفعت كثيراً، حيث يبلغ سعر القبر الواحد عشرات الملايين في بعض المناطق، الأمر الذي جعل ذوي أصحاب القبور يتهجون إلى بنائها لعدة رفوف.
أمير حقوق – دمشق