خاص|| أثر برس لم تعدّ تشهد وجبة الإفطار لدى غالبية الأسر السورية تنوعاً في أطباقها وأصنافها، فأصبحت تقتصر على أطباق قليلة تجمع أفراد العائلة التي تعاني من تردي الوضع الاقتصادي الحالي.
وفي رصد أجراه مراسل “أثر” في أسواق دمشق لأسعار بعض أصناف “الحواضر”، سجل سعر كيلو اللبنة البلدية 28 ألفاً، واللبنة العادية 16 ألفاً، وكيلو الجبنة 35 ألفاً، أما كيلو الحليب بلغ سعره 5500، وصحن البيض بلغ سعره 45 ألفاً، وكيلو الزعتر 35ألفاً، والزيتون يتراوح سعر الكيلو بين 25-30 ألفاً.
تقنين وجبة الإفطار!
“الإفطار بات يكلف أكثر من الغداء” بهذه العبارة بدأت الخالة أم منير حديثها مع “أثر” في إحدى المحال المخصصة لبيع المواد الغذائية، متابعة: “أسعار اللبنة والجبنة والزعتر والزيتون لم تعد منطقية، حيث ازدادت أضعاف، وقدرتنا على الشراء معدومة”.
وأضافت: “أصبحنا نشتري عينات صغيرة من أصناف وجبة الإفطار، وأحياناً هذه العينات لا تكفي وجبة الإفطار الواحدة”.
أما الشاب مصطفى يقول لـ “أثر”: كانت سفرة الإفطار تمتلئ بالحواضر والمربيات والبيض والحليب، حالياً نكتفي بصحن اللبنة أو الزيت والزعتر.
الشراء بالأوقية!
من جهته، أكد أبو محمد صاحب محل لبيع الألبان والأجبان في دمشق لـ”أثر” أن حركة الشراء تراجعت نسبياً، والأهالي يشترون كميات قليلة وصلت حتى أوقية اللبنة، مرجحاً أن يكون سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع سعر كيلو الحليب.
وتابع قائلاً: أحياناً نقوم ببيع اللبنة والحليب بسعر التكلفة وذلك تفادياً لفسادهما إثر انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وبالتالي بتنا نخفف كمية الترويب.
لا مجال لتخفيض الأسعار!
بدوره، أوضح رئيس الجمعية الحرفية للألبان والأجبان محي الدين الشعار لـ “أثر” أن ارتفاع أسعار الأجبان والألبان يتعلق بارتفاع سعر الحليب، وسعر الحليب ليس من اختصاص الجمعية، إذ أن اختصاصها يبدأ من استلام الحليب، بينما ارتفاع سعر الحليب متعلق بارتفاع سعر الأعلاف الذي تعود أسعاره بالقطع الأجنبي وأيضاً غلاء الأدوية البيطرية، فالمربون لم يعوضوا ما دفعوه.
وأضاف: حوامل الطاقة من مازوت وغاز وبنزين ترتفع باستمرار، وبالتالي تؤثر على ارتفاع الأسعار، ومحلات البوظة تستنزف كميات كبيرة من الحليب كون حليب البودرة غالي الثمن، فالآن كيلو الحليب سعره 4800 عند وصوله للورشات.
وحول تخفيض الأسعار، قال الشعار: لا مجال حالياً لتخفيض الأسعار لأنه لا يوجد أي دليل يبشر بانخفاض أسعار الأعلاف وحوامل الطاقة والأدوية البيطرية وأيضاً غلاء أجار اليد العاملة، وإذا انخفض سعر الحليب حتماً أسعار الألبان والأجبان ستخفض.
وعن إصدار تسعيرة جديدة، أوضح الشعار أن الحرفيين مظلومون بالتسعيرة، متابعاً “منذ شهرين قدمنا تسعيرة حين كان سعر الحليب بـ 3500 وإلى الآن الموافقة لم تأت، وإذ صدرت الآن فلن تناسب أبداً أي حرفي بعد ارتفاع سعر كيلو الحليب ما يعادل 45%”.
وهنا شرح أن المعامل التي تعتمد على الحليب تسعره من خلال مديرية الصناعة وهي غير مؤهلة للتسعير، فهو من اختصاص وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومديرية التموين، لأنها مادة غذائية، وبالتالي ورشات صناعة الألبان والأجبان مظلومة، فعند تقديمهم بيان تكلفة تستغرق التسعيرة حوالي الشهرين، بينما مديرية الصناعة عند تقديم بيان تكلفة لها بعد يوم تصدر التسعيرة الجديدة.
ولفت الشعار في ختام حديثه لـ “أثر” إلى أن الحليب أيضاً مادة حيوانية كالبيض والفروج يجب أن يكون لها تسعيرة دورية، فهل من المعقول أن ترتفع أسعار الفروج والبيض وكيلو الجبن إلى الآن مسعر حسب مديرية التموين بـ 19 ألفاً فقط وتكلفته 32؟ وأيضاً تكلفة اللبنة “اللبن المصفى” 22 ألفاً وتسعيرته حتى اليوم 15 ألفاً، وكيلو اللبن الرائب حسب التموين 4 آلاف بينما بعض المعامل سعرته بـ 6400، وكلفته 6200.
أمير حقوق – دمشق