أثر برس

سوري بلا هوية

by Athr Press R

“عمر” شاب ثلاثيني سوري الجنسية من قرى ريف دمشق الغربي، يقاتل ضمن صفوف المعارضة في مدينة نوى بريف درعا الغربي.

يجلس عمر وصديقه محمود في مرصد يراقب فيه تحركات القوات السورية على جبهات إزرع والشيخ مسكين.

وفي يومٍ بارد يجلس المقاتلان على سطح البناء حول كومة من الحطب المشتعل، ينعكس ضوء النار في عينيهما، ينظر محمود في عيني عمر الشاحبيتين.

يقول له: سمعان؟ “كأنه دخل الطيران الإسرائيلي لـ عنا”.

يجيبه عمر: “تعودنا على هالشي” .

ينظران إلى السفح الشرقي لجبل الشيخ ليرون طائرتين اسرائيليتين  تحلقان فوقه، يراقبان ضربات الطيران الإسرائيلي التي استهدفت موقع عسكري سوري.

يقول عمر: “مابعرف شو لازم حس، أفرح ولا أزعل؟، هي القطعة يلي انقصفت كانت قطعتي يلي خدمت عسكريتي فيها قبل الثورة”.

بعدها بدقائق يسمع المقاتلان صوت انفجار، يديران أنظارهما إلى الجهة الأخرى ليرون طائرة إسرائيلية تحترق بعد استهدافها بصاروخ من المضادات السورية فوق منطقة الجولان المحتل، تصبح وجهة أعين المقاتليْن إلى الجولان المحتل وظهرهما إلى القوات السورية…

ينظر عمر إلى عيون محمود وعلى وجهة تعابير الفرحة ويقول صارخاً: “الله أكبر… ضربنا الطيارة”.

يرد عليه محمود قائلاً: “النظام ضربها مو نحنا”.

يجيبه عمر: “هي صواريخ سورية ونحنا سوريين”.

ينظر محمود إلى عمر ويصرخ غاضباً: “هي الطيارة يلي وقعت للجيش يلي عم يعطينا معونات وويدعمنا .. لا تنسى وين تعالج أخوك فادي بعد ماتصوب وقت هجمنا على حضر، وماتنسى ذخيرتك من وين عم تجي وسلة المعونة تبع أهلك مين عم يبعتلك ياها”.

ينظر عمر إلى عيون محمود مبتسماً ويقول: “على سواد عيوننا هالشي؟”

ويتابع: “مو النا بس، هي كل شي عم يفوت من الجولان إلنا ولداعش بتسيل وسحم الجولان، ولك كيف عم يدعمونا ويدعموهم بنفس الوقت وعم يروح من شبابنا العشرات وهنن بعدهم عم يدعموهم ونحنا عم نقاتلهم، دخلك ليش ماعم تنزل ولا قذيفة عالإسرائيلي من عنا أو من عندهم، مابظن أنهم بيحبونا لهي الدرجة، عاملينا كياس رمل ودشمة لحدودهم، وكل همهم مايرجع الجيش السوري على الحدود”.

محمود: “شو قصتك، شكلك نسيت شو صار علينا ببداية الثورة، نسيت أخوك يلي صارلو خمس سنين مو مبين، شو نسيت ولا في شي ببالك”.

عمر: “هي حرب يامحمود، وماعام تظبط معي أعطي ضهري للاسرائيلي وبارودتي لجوا، لازم نضل متل مو واقفين هلئ بالمرصد، وجنا للاسرائيلي، وضهرنا لجوا”.

محمود: “وطي صوتك، وطي صوتك بلا ما يسمعك الشيخ”.

 

اقرأ أيضاً