وسط تأكيد روسي- إيراني على الأجواء الإيجابية التي عمت محادثات أستانا 20 في يومي 20 و21 حزيران الجاري، جدد معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، أن الانسحاب التركي الكامل غير المشروط من الأراضي السورية هو المدخل الأساس لأي علاقات عادية مع تركيا.
وقال سوسان في لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم” عقب انتهاء الجولة العشرين لمحادثات أستانا: “إن القضاء على الإرهاب بشكل كامل ممكن في حال التزم الجانب التركي بالتفاهمات التي وقع عليها واحترم التعهدات التي تأتي في مقدمة بيانات أستانا، وبشكل خاص ما يتعلق باحترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها”.
وأشار سوسان، إلى أنه “في ختام الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران 10 أيار الماضي تقرر تكليف نواب الوزراء بوضع خريطة طريق، للنهوض بالعلاقات بين سوريا وتركيا، وهو موضوع قابل للتحقيق لكن له متطلبات، وفي مقدمتها إقرار واضح من الجانب التركي بالانسحاب من الأراضي السورية وفق جدول زمني واضح ومحدد والبدء بتنفيذ هذا الانسحاب فعلاً”، مؤكداً أنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات طبيعية أو عادية بين دولتين تحتل إحداهما أراضي الأخرى فهذا شيء غير ممكن من وجهة نظر القانون الدولي وفي علم العلاقات الدولية لأنه انتهاك سافر لسيادة الدول.
وأكد سوسان، أنه يأمل في أن تشكّل التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها سوريا والانفتاح العربي عليها، إضافة على الجهود الروسية والإيرانية في مسار التقارب السوري- التركي.
وفي هذا السياق، تطرّق سوسان، إلى الموقف القطري من التقارب مع سوريا، وقال: “طبيعة العلاقات بين أي دولتين محكومة بالظروف وبالمواقف حيال مواضيع معينة وتغير المواقف يشكل مدخلاً من أجل علاقات جديدة مع هذه الدولة”، متابعاً: “نحن نأمل أن تزول الغيوم من سماء أي علاقات بين أي دولتين عربيتين بما فيها قطر”.
وتأتي تصريحات سوسان، عقب انتهاء الجولة 20 لمحادثات “أستانا”، التي ناقشت مسار التقارب السوري- التركي، إذ أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على مفهوم “خريطة الطريق”، التي قدّمتها روسيا بشأن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضاف أن “آراء روسيا وتركيا وإيران بشأن التسوية في سوريا متوافقة إلى حد كبير، وسعت الأطراف لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق”، مضيفاً: “إنّ اللقاء كان مهماً جداً من حيث استمرار العمل على وضع خريطة طريق لذلك”.
وحول لقاء الرئيس بشار الأسد، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قال لافرينتيف: “إن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس بشار الأسد، سيُناقش بعد إعداد خريطة الطريق”، مضيفاً أنه “يجري العمل في هذا المجال المهم للغاية وسيستمر طبيعياً، وبإحكام شديد وبصورة مكثفة”.
يشار إلى أن أول لقاء وزاري في مسار التقارب السوري- التركي، عُقد بتاريخ 24 نيسان الفائت على مستوى وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في موسكو.