خاص|| أثر برس على بعد أمتار من سوق الحميدية الشهير في دمشق، وبالقرب من شارع الثورة، تصل إلى “سوق الحرامية” كما يسمى، سوق كفيل ببسطاته ومقتنياته وروّاده بأن يشعر المارة وكأنهم في حقبة زمنية ماضية يسودها الفقر.
بسطات تحتوي جميع المستلزمات والأدوات المستعملة والتالفة، بما فيها الملابس والأحذية والأواني المنزلية والأدوات الكهربائية والمهنية والمدافئ وحتى الأدوية “إن كان الزبون يرغب بشراء ظرف أو حبة واحدة”، وعلى الرغم من سوء هذه البضاعة وعدم جدوتها إلا أن الإقبال على بسطاته كبير والناس يملؤونها.
وفي جولة لمراسل “أثر” في سوق الحرمية، لرصد أسعار ما يباع على تلك البسطات، حيث الملابس المستعملة يبدأ سعر القطعة من 5 آلاف تبعاً لمظهرها، وأسعار الجواكيت النسائية تبدأ من 40 ألفاً أما الرجالية فسعر الجاكيت القطني 20 ألفاً والجلد 75 ألفاً، والأحذية تبدأ من 5 آلاف والجزمات بلغ سعرها 75 ألفاً رغم تلفها.
أما الأدوات الكهربائية، فسعر المكواة 25 ألفاً والسيشوار 20 ألفاً، والعجانة الكهربائية والخلاط 100 ألف، أما الأواني المطبخية فبلغ سعر 6 صحون زجاج فرنسي أحمر 150 ألفاً، والزبدية 50 ألفاً، وسعر الكوب الواحد 15 ألفاً رغم الخدوش والتكسير، وصحون الألمنيوم سعرها 5 آلاف، وسعر الغاز الصغير يتراوح بين 75-120 ألفاً.
وبالنسبة للأدوات المهنية فيبدأ سعر القطعة من 20 ألفاً رغم الصدأ، وحتى المدافئ رغم رداءة مظهرها وكثرة خدوشها إلا أن سعر الواحدة يبلغ 225 ألفاً، وسعر حقيبة السفر 100 ألف.
واللافت في هذا السوق كان وجود بسطات دواء، إذ يبلغ سعر الظرف الواحد 5 آلاف وحبة الدواء الواحدة 500 ليرة سورية، دون تحديد زمن صلاحيتها ومعرفة جدواها الطبية.
مصدر البضاعة:
يشرح صاحب إحدى البسطات لـ “أثر” أن الألبسة المستعملة التي يبيعها مصدرها الأهالي، حيث يأتون إلى السوق ويبيعوننا بكميات تدعى “شروة ملابس”، ورغم سوء مظهرها وصنعها إلا أنّ الزبائن تشتريها على وضعها وتطلبها، وكذلك الأمر ينطبق على الأحذية.
وبالنسبة للأدوات الكهربائية، أوضح صاحب إحدى البسطات أنه يشتريها من محلات تصليح هذه الأدوات على وضعها ويبيع كل قطعة على حدى، وخصوصاً المكاوي الحرارية وأدوات المطبخ فتلقى رواجاً على وضعها حتى وإن كانت معطلة.
“بشتريهن من الصيدليات بأسعار منخفضة قبل انتهاء مدة صلاحيتها” بهذه الجملة اكتفى صاحب بسطة الأدوية برده على سؤال حول مصدر هذه الأدوية.
من جهته، بين صاحب بسطة الأدوات المنزلية والأواني المطبخية، أنه يشتري بضاعته من الناس والأهالي الذين يضطرون لبيعها ويكونوا أشد حاجة للمال.
لماذا يدعى سوق “الحرامية”؟
أوضح عدد من أصحاب البسطات في هذا السوق، أن التسمية تعود تبعاً للمشتري كونه يشتري الأدوات بأسعار باخسة الثمن وخجولة، أي وكأنه يشتريها سرقة، وليس لأن مصدرها سرقة كما يشاع، والإقبال الكبير وشراء هذه الحاجات والأشياء على وضعها وسوء جودتها أكبر دليل.
أمير حقوق – دمشق