تحوّلت قضية اللاجئين السوريين في تركيا إلى قضية جوهرية في الدولة والشارع التركيين وذلك وسط تزايد حالات الاعتداء على اللاجئين السوريين، ويتم تسليط الضوء على هذه القضية من خلال الحديث عن تأثير هؤلاء اللاجئين السوريين على الاقتصاد والمعيشة التركية وعلى مستوى البطالة بين الأتراك، بينما يوضّح خبراء أتراك وعرب حقيقة هذه التأثيرات على الأتراك والخلل الذي تسبب بتعرض السوريين لمثل هذه الاعتداءات التي أوصلتهم في بعض الأحيان إلى حد الموت، وتسببت أيضاً بخلق حالة غضب لدى الشعب التركي من وجود السوريين.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “قرار” التركية عن عاكف باقي، قوله:
“إن تركيا تعاني من مشكلة اللاجئين، بسبب غياب سياسة حكومية خاصة بالهجرة، وهي مشكلة ستتفاقم وسط ترقُّب تدفّق مزيد من المهاجرين الأفغان إلى تركيا التي تستضيف أصلاً ثلاثة ملايين و690 ألفاً من السوريين”.
فيما أشار مقال نشرته صحيفة “آيدينلق” التركية إلى أن “مشكلة اللاجئين مسألة أمن قومي، والوضع يبدو مفتوحاً على صعوبات لا يمكن مواجهتها لذا، فإن مسؤولية الحكومة كبيرة في وضع خطة للعلاج” لافتة إلى أن الولايات المتحدة تستغل مشكلات اللاجئين للتحريض على تركيا وإدخالها في مرحلة من الفوضى.
أما “رأي اليوم” اللندنية فنشرت مقال ركزت فيه على خطاب الأمير العثماني اورهان أل عثمان أوغلي، وهو حفيد السلطان عبد الحميد الثاني، الذي وصف فيه اللاجئين السوريين بـ”الهمج والإرهابيين” جاء فيه:
هذا الأمير ولد في لبنان عام 1963 ثمّ انتقل مع أسرته للعيش في سوريا أي أنّه مكث فيها أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد حتى أمد قريب، وفي بداية العام دفن في دمشق عميد أسرتهم دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو، أي أن أبواب سوريا في ظل حكم الرئيسين الأسد كانت مفتوحة للجميع خصوصًا ممن تم طردهم من بلدانهم، فسلالة السلطنة العثمانية طردت من تركيا بعد انهيار رجل أوروبا المريض عام 1923 وهؤلاء الأمراء عاشوا في سوريا ولبنان وبلاد الشام ككل معززين مُكرَمين من أهل هذه الدول الذين ذاقوا الويلات على يد الاحتلال العثماني وآخرهم خوازيق جمال باشا السفاح، لكن بلادنا لطالما فتحت أبوابها لهم دائمًا وكانوا يعيشون فيها كأنهم سوريون حتى أنّهم أخذوا الجنسية، ومع اندلاع الحرب في البلاد أول شيء فعله هذا الامير هو الانقلاب على الدولة السورية والتحريض عليها، وهو الذي نصح السوريين في تركيا بعدم الحديث في السياسة”.
عند الحديث عن تعرض اللاجئين السوريين للمخاطر في تركيا وضرورة ترحيلهم ورفض “حزب العدالة والتنمية” الحاكم دون ترحيلهم، لا بد الإشارة إلى ثمن الاستضافة التركية للسوريين، الذين باتوا ورقة ضغط بيد تركيا لمواجهة الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المليارات التي تجنيها من الأخير تحت عنوان دعم اللاجئين السوريين، والأهم مما ورد فسبق أن تم الكشف عن استغلال تركيا للاجئين السوريين لتجنيدهم في صفوف “جبهة النصرة” في إدلب، مثلما حصل قبل سنتين، وغيرها من الأوراق التي تستفيد منها تركيا من وجود السوريين في أراضيها.