خاص|| أثر برس لم تجد الكثير من العوائل في دير الزور _المحافظة التي تعتبر من أغنى المحافظات السورية بالثروة النفطية_ وسيلةً لدرء برد شتائها بطقسها القارّي حتى الآن سوى البطانيات والحرامات، وذلك في ظل البطء بعمليات التوزيع للمازوت المدعوم عبر رسائل البطاقة الذكيّة.
يؤكد سامي الجبارة، في حديثه لـ”أثر برس” أنه لم يقم بتركيب مدفأة منزله بعد، وذلك على الرغم من استلامه دفعة مازوت التدفئة الأولى، حيث قال: “كمية الـ50 ليتراً بلاشك غير كافيّة، وحالي كما عوائل كثيرة ممن يتحايلون على البرد الذي تتصاعد شدته يوماً إثر آخر، حيث نستخدم العفش المنزلي من بطانيات وحرامات للتدفئة، وهذا هو الحل راهناً، ريثما نحصل على الدفعة الثانية، أو أن نُخصص ما استلمناه للأيام الشديدة البرودة”.
بينما يلفت محمد المحمد إلى أنه تسلم مستحقاته من الدفعة الثانية عن العام الماضي والتي لم يتسلمها آنذاك، ويشغل المدفأة فقط لساعة واحدة ليلاً، مشيراً إلى أن العفش المنزلي هو الملجأ للساعات المُتبقية، آملاً بتحصيل دفعة أخرى من الكميات المُخصصة، والتي كما يراها باتت حلماً صعب المنال.
المُفارقة بدت لدى أحد المواطنين ممن جاءته رسالة الاستلام عبر صهاريج فرع محروقات دير الزور التي توزع في المدينة، حيث إنه باع الكمية المُخصصة له بسعر زهيد وصل إلى 100 ألف ليرة، مبرراً ذلك بكون الكمية لا تكفيه لأيام، فيستفيد من هذا المبلغ لشراء موادٍ يحتاج إليها، ويُضيف قائلاً: “نتدفأ بما يتوفر في المنزل من بطانيات وحرامات، موكلين أمرنا إلى الله بفرجٍ من عنده”.
الإقبال على الحطب:
ليس بالجديد لجوء أهالي دير الزور للحطب كوسلية للتدفئة في هذه السنوات، كما فترة حصار تنظيم “داعش” بسنواته الثلاث، ويؤكد أحد أصحاب محال بيع الحطب وجود إقبال لدى الكثير من الأسر لاقتنائه، ويصل سعر الكيلو الواحد مابين 800 – 1000 ليرة سورية، حيث قال: “نجلب هذه المادة من القرى المجاورة ونبيعها في المدينة، والتسعيرة تتباين بين الحطب اليابس والرطب، وحالته الأخيرة هي المشكلة، فالرطب لا يساعد في الاشتعال، وقد أثرت سنوات الأزمة في الغطاء النباتي الذي تعرض لعمليات احتطاب واسعة، في العموم تجد فيه العوائل بديلاً عن مازوت التدفئة، أو يراوحون بينهما لغرض قضاء الشتاء في أجواء توفر الدفء، وهذا وضع إجباري”، هذا وتتجاوز أسعار المدافئ 100 ألف ليرة للواحدة منها، وتوجد عوائل ممن تتوفر لديهم قامت بتحويلها للعمل على الحطب عن طريق قص تنورها من أعلى ليتسع أكثر لتلك المادة، ويشير أصحاب محال بيع المدافئ لإقبال الأهالي على شراء مدافئ الحطب والتي تصل أسعارها للمتوسطة إلى 85 ألف ليرة وهي الأكثر طلباً، بينما الصغيرة منها 80 ألفاً، وهذه يرغب بها أهالي الريف لتوفر مادة الحطب، ويكاد بيع المدافئ الكهربائية غائباً في ظل واقع التقنين الذي سجّل حضوراً للتيار الكهربائي لمدة لاتتجاوز نصف ساعة مقابل 5 ساعات قطع، حتى بات توفر المياه الساخنة أشبه بمعجزة.
وما تزال عمليات توزيع الكميات المُخصصة للتدفئة من مادة المازوت في دفعتها الأولى والجارية بموجب رسائل “البطاقة الذكيّة” جارية ببطء حسب مواطنين، فكانت في بداية مرحلتها لصالح العوائل التي لم تحصل على الدفعة الثانية لشتاء العام الماضي ليتوالى الأمر حسب الرسائل، وهم يؤكدون أن المشهد لن يكون مختلفاً هذا الشتاء الذي جاء مُبكراً.
وأوضحت مدير فرع محروقات ديرالزور المهندسة صفاء المرعي في حديث خاص لـ”أثر”: “إن نسبة التوزيع بلغت 52%، حيث جرى تسليم الكميات المُخصصة لأكثر من 60 ألف أسرة من أعداد البطاقات المُسجلة حسب آلية البطاقة الذكيّة والبالغة 117 ألف و151 بطاقة، بينما المجموع الكلي للعوائل المسجلة بموجب بطاقاتهم وصل إلى 128 ألفاً و821″، لافتةً إلى أنّ التوزيع يجري وفق الرسائل النصيّة حتى الآن.
يُشار إلى أن شكاوى تأخير استلام المادة دفعت العام الفائت برئيس مجلس الوزراء للتوجيه بالتوزيع المباشر من دون انتظار الرسائل تلك، وجاء ذلك في زيارته للمحافظة وإطلاقه تشغيل قطاعي الري الثالث والخامس.
عثمان الخلف- دير الزور