أثر برس

مشفى يبرود.. مطالب بخط معفى من التقنين خوفاً من توقفه عن العمل

by Athr Press G

خاص || أثر برس (مشفى بلا أطباء، التدفئة فيها معدومة، تشتهر بتحويل المرضى للمشافي الأخرى، سيارة الإسعاف خارج الخدمة دائماً، الأطباء المناوبون غائبون عن الدوام، مشفى الممرضين، تعاني من نقص أدوية، أجورها غالية وتقترب من أجور المشافي الخاصة، سويتها العلاجية معدومة..) بهذه العبارات اشتكى أهالي مدينة يبرود لـ “أثر” من الواقع الخدمي في مشفى يبرود الوطني.

– اختصاصي واحد فقط لكل اختصاص!

رداً على هذه الشكاوى، أوضح مدير مشفى يبرود الوطني الدكتور عصام حسن لـ “أثر”، أن أغلب الاختصاصات في المشفى يوجد لها اختصاصي واحد فقط، وبالتالي يزيد عليه عبء المناوبة طوال أيام الأسبوع، بالتوازي مع دوام جزئي لبعض الأطباء الاختصاصيين في مشفى آخر ضمن الهيئة العامة للمشافي، وبالتالي مناوبات الأطباء الاخصائيين تكون بالهاتف حين الطلب، ما يسبب بعض التأخر في حضور الطبيب الأخصائي ما يثير غضب مرافقي المريض وغالباً ما يسيئون للمشفى ولكادرها رغم الجهود المبذولة لمريضهم.

– اختصاصات بلا اختصاصيين!

وتابع د.حسن أن اختصاصات الجراحة العظمية والعصبية والجراحة العصبية والعناية المشددة والصدرية وجراحتها والأشعة، لا يوجد أي اختصاصي لها، وبالتالي عندما يأتي مريض يعاني من الكسر أو جلطة دماغية يتم اضطرارياً تحويله لمشفى النبك أو مشفى دير عطية.

كما بين أن المشفى لا يحوي جهاز تصوير طبقي محوري، لذا يتم تحويل المريض مع مرافق وكادر أخصائي وبعد تقديم الإسعاف الأولي له، إلى مشفى آخر بحسب رغبته.

وفيما يتعلق بالأطباء المقيمين الذين تفرزهم مديرية صحة ريف دمشق، اشتكى مدير مشفى يبرود من نقص عددهم الذي لا يكفي لتغطية العمل في كافة أقسام المشفى وبكل الاختصاصات المطلوبة، إضافة للنقص الشديد في الفنيين، كفنيي التخدير وخاصة بعد إلغاء العقود المؤقتة، ونتيجة لذلك يتم الاعتماد على ممرضين عاديين أو مساعدي تمريض للقيام بالمهمة مثل الأشعة.

وحول غياب الأطباء المناوبين، أرجع حسن السبب لعدم تمييز المرضى بين الأطباء المقيمين والممرضين، إذ أنه دائماً ما يوجد أطباء مقيمون في المشفى، معتبراً أن المشتكين يقصدون الأطباء الاختصاصيين، وهنا أوضح أن الطبيب الاختصاصي لا يتواجد 24 ساعة في المشفى كونه يوجد اختصاصي واحد في كل اختصاص.

توقف المشفى:

وبالنسبة لغياب التدفئة في المشفى، بيّن حسن أنها خاضعة للتقنين وليست غائبة بشكل كامل، والسبب هو نقص الوقود وغياب الكهرباء، قائلاً: “لا يوجد في المشفى خط معفى من التقنين، واعتمادنا الكامل على مولدة الكهرباء الاحتياطية والتي تعمل بحدود 16-17ساعة يومياً، وكل ساعة تحتاج 25 ليتر مازوت، وبحسب الكمية المتوفرة للمشفى يتم تشغيل المولدة 12 ساعة يومياً”، مدللاً بأن تغذية الكهرباء في المنطقة هي 7 ساعات خلال اليوم.

وأردف حسن: “لم نحصل على أي موافقة لتزويد المشفى بخط كهربائي معفى من التقنين، رغم حاجة المشفى الماسة للكهرباء على مدار الساعة، فلا مشفى دون كهرباء، وهناك خوف شديد من توقف مولدة الكهرباء عن العمل وهذا يعني توقف المشفى”.

سيارة إسعاف واحدة!

وفي معرض رده على شكوى تفيد بغياب سيارة الإسعاف، يقول مدير مشفى يبرود: “سيارة الإسعاف لم تنقطع من مادة البنزين أبداً، ولكن المشفى يحتوي على سيارتي إسعاف فقط، إحداهما معطلة وبالتالي اعتمادنا سيكون على الثانية، وطبيعي أنه عندما تنقل السيارة حالة مرضية، ونحتاج سيارة إسعاف ثانية، نطلب من مرآب الهيئة العامة للمشافي في النبك ونلبي الحالة الإسعافيّة فوراً”.

وبخصوص نقص الحرامات والبطانيات، أوضح د.حسن أنه يوجد نقص 58 بطانية، مبيناً أنه يخصص للمريض بطانية واحدة وحراماً ومخدة.

الأجور وفقاً لتسعيرة الوزارة:

أما عن شكوى اقتراب أجور المشفى من أجور المشافي الخاصة، شرح حسن أنها وفقاً لتسعيرة وزارة الصحة، وأن هناك 65% من المرضى لم يدفع الأجور، وهذه النسبة تشمل الحالات الإسعافية والعسكريين وموظفي الصحة وذويهم وفق القانون الصحي.

وكشف أن المرضى يأخذون إيصالاً بما يدفعوه، معتبراً أن الأسعار منطقية ومحدودة وتختلف كلياً عن أسعار المشافي الخاصة، كالولادة القيصرية التي لا تزيد تكاليفها عن 100 ألف ليرة سورية، بينما في المشافي الخاصة تكلف 3 ملايين ليرة سورية.

وتابع: “انزعاج المراجعين تجاه تسعيرة الأجور ازداد فقط حول التحاليل المخبرية التي ارتفعت أجورها وفقاً لتعميم وزارة الصحة، ولكن التحاليل الإسعافية مجانية، وكل الحالات الإسعافية يتم تقديم العناية العلاجية لهم مجاناً، ولو أسعارنا كانت قريبة لأسعار المشافي الخاصة فلم نجد هذه الإحصائيات التي تضمن عدداً كبيراً من المراجعين، وبالتالي لا تكون إيرادات الشهر الواحد 9 ملايين فقط بل ستكون أضعافاً لو كانت أسعار الأجور مقاربة للمشافي الخاصة“.

نقص بالعناصر الفنية:

وعن شكوى إغلاق صيدلية المشفى، أكد حسن أن الصيدلية فيها 3 عناصر فنية، كل واحد منهم يداوم 36 ساعة أسبوعياً، ما يؤدي لإغلاقها ثلاثة أيام أسبوعياً بعد العصر ولكن الدواء الإسعافي مؤمن طيلة الأوقات، وعندما تظهر الحاجة يتم استدعاء أحد الفنيين للحضور خارج أوقات عمله، مشيراً بنفس الوقت إلى وجود نقص في بعض الأدوية بسبب الخضوع لما يسمى بـ “الاستجرار المركزي” أي الاستجرار عن طريق وزارة الصحة فأحياناً لا تغطى الكمية المطلوبة من الأصناف الدوائية بشكل كامل.

يجب التمييز بين الخطأ الطبي والاختلاطات:

أما بالنسبة لشكوى وجود أخطاء طبية في المشفى، أوضح مديره أنه يوجد ضمن الطب ما يسمى بالاختلاطات ضمن جسم المريض، وهي واردة بأن تحصل في أي مركز طبي، وهي ليست أخطاء طبية وبالتالي المرضى والمرافقون لا يميزون بين الاختلاطات والأخطاء الطبية، والخطأ الطبي من يرتكبه يحاسب عليه حكماً، ودائماً ما تتم دراسة جميع الحالات وإعطاء توجيهات لتفادي كمية الاختلاطات.

لا إهمال..

وردّ حسن على اتهام المشفى وكادره بالإهمال قائلاً: “المريض يأخذ حقه ضمن الإمكانيات المتواجدة، ولا يوجد إهمال لدى الكادر، ومن يشعر بإهمال عليه تقديم شكوى ضد الشخص المهمل وسيرى كيف يحاسب”.

تفاعل خجول للمجتمع المحلي.

وختم حسن حديثه مع “أثر” بالإشارة إلى واقع الأجهزة الطبية في المشفى، التي بمعظمها تجاوز عمرها العشر سنوات، وبالتالي أعطالها كثيرة ويتم إصلاحها بصعوبة مع معاناة عدم توفر قطع الغيار لهذه الأجهزة، مبيناً أن المشفى بحاجة لجهاز تعقيم ركب أفقي وجهاز تصوير أشعة مع تنظير شعاعي، وقارئ كاسيتات وجهاز إيكو نسائية وجهاز تنظير هضمي وجهاز تصوير طبقي محوري، واصفاً تفاعل المجتمع المحلي مع مشفى يبرود (كدعمها وتأمين بعض الأجهزة) بالخجول عكس المناطق المجاورة كالنبك.

يذكر أن “أثر” حصل على إحصائيات شهر تشرين الثاني للمشفى، وبلغ عدد مراجعي الإسعاف 1386 حالة، وعدد مراجعي العيادات الخاصة 288 حالة، وعدد جلسات الكلية 250 جلسة، وعدد الولادات القيصرية 21 ولادة، والولادات الطبيعية 48 ولادة، وعدد العمليات الجراحية 44 عملية، وعدد التحاليل المخبرية بلغ 10700 تحليل؟ وتخطيط القلب بلغ 190 تخطيط، وعدد المقبولين الداخلين 590 قبول.

أمير حقوق – ريف دمشق

اقرأ أيضاً