خاص ||أثر برس وردت لـ”أثر برس” شكاوى عدة من حماة عن ارتفاع أجرة معاينة الأطباء بشكل أرهق شريحة واسعة من محدودي الدخل.
وبحسب ما جاء في الشكاوى، باتت أجرة معاينة الأطبـاء تتراوح بين 7 – 15 ألف ليرة، في ظرف غلاء عام للمعيشة، ناهيك عن أن المعاينة قد تستلزم تحاليل وصور أشعة؛ وبالتالي أدوية شملتها ارتفاعات عدة بفترة قصيرة، هذا يجعل العلاج أمراً يحرج الكثيرين.
نقيب أطباء حماة: كثير من الأطباء بالكاد يعيشون
اعتبر رئيس فرع نقابة أطباء حماة الدكتور عبد الرزاق السبع في تصريح لـ “أثر برس” أن أجور الأطباء “مقبولة وليست مرتفعة إطلاقاً في ظل غلاء كل شيء”، متسائلاً: “لماذا لا ننظر لغلاء أجرة الحلاقة أو أصحاب المهن الحرة (تمديدات صحية – صيانة سيارات- بائعي ألبسة وأحذية وأغذية وغيرها)؟”.
وأضاف: “نحن في وضع نريد أن نحافظ فيه على من بقي من الأطبـاء من الهجرة التي تعصف بالبلاد وتجعل قلتهم خطراً كبيراً على الوضع الصحي، في ظل وجود مغريات الأجور في الخارج، علماً أن عدداً كبيراً من الأطباء غادروا سوريا، وما زال يتقدم كثير منهم إلى النقابة بأوراقهم للمغادرة، نتيجة ضعف الإيراد وهذا أكبر مؤشر على عدم توازن ارتفاع معاينات الأطباء وأجورهم بالمقارنة مع مصاريف المعيشة”.
ويرى الدكتور السبع أن 80% من أطباء حماة بالكاد يعيشون مقابل 20% فقط منهم يعيشون برفاهية، مبيناً أن النقابة خفّضت الضرائب عن بعضهم لعجزهم عن دفعها، وفي السياق نفسه أشار إلى أن الحكومة نفسها فتحت قبولات بعلامات أخفض من السنوات السابقة لدراسة الطب، وذلك للحد من نزيف الهجرة، مضيفاً: “من لا يسعه دخله أن يدفع أجرة الطبيب فهناك طبابات مجانية أو شبه مجانية عديدة في العيادات والمستوصفات والمشافي الحكومية”.
معاناة أخرى للأطباء
وذكر رئيس فرع نقابة أطباء حماة أن معاناة الأطباء -إضافة لما سبق- تتمثل في النظام الضريبي المجحف للغاية، فضرائب المالية لم تُعَدَّل منذ عام 2000 و طريقتها ليست عادلة ولا صحيحة؛ فلا يمكن بحال أن تحتسب المالية ضريبتها لمبالغ فوق الـ500 ألف أو المليون، في وقت تعد فيه هذه المبالغ ليست ذات قيمة كما السابق في عام 2000، إضافة إلى أن النظام الضريبي يعفي فقط أول 50 ألفاً من الضريبة، متسائلاً: “ماذا تشكل هذه الـ50 ألفاً؟”.
وأضاف: “هناك أيضا معاناة أخرى وهي أن الطبيب استبعد من دعم مادة البنزين لسيارته والتي لا يستخدمها عموماً للرفاهية، إنما لأغراض الإسعاف والخدمة الطبية، وبالتالي يشتري وقوداً لسيارته بأسعار مرتفعة”.
الأطباء أكثر شريحة متضررة ويجب رفع الأجور
شَدَّد الدكتور “السبع” على أن ظرف الأطباء العصيب بكل شؤونه يجعل من المحتم القيام برفع أجور معايناتهم الحالية، وهي حالياً قيد الدراسة في النقابة المركزية وهم أكثر شريحة متضررة في الأزمة بعد الموظف “حسب تعبيره “، محذراً من عدم زيادة أجورهم فسنكون أمام خيار لا نقبل به وهو تقديم أطبائنا إلى بلاد عربية أخرى هدية (كالصومال والعراق والخليج وغيرها)، مستنزفين ما صرفه عليه أهله و الدولة من ملايين الليرات.
تسعيرة الأطباء مختلفة ولا يمكن توحيدها
لفت رئيس فرع نقابة أطباء حماة أن أجور معاينة الأطباء تختلف سواء داخل مدينة حماة أم في ريفها أم حتى بين ريف وآخر أم في غيرها من المحافظات، ففي دمشق قد تصل إلى 25 ألفاً، وفي درعا ودير الزور قد تتراوح بين ٣ آلاف حتى ٤ آلاف، وكذلك الأمر في مدينة حماة أو أريافها، وبالتالي لا يمكن وضع تسعيرة موحدة.
وختم المصدر حديثه بالقول: “حينما كان الطبيب يتقاضى أجرة معاينة 700 ليرة كان كيلو اللحم بـ400 ليرة، على حين يبلغ سعر كيلو اللحمة الآن 25 ألف ليرة، فأين الطبيب؟، معبراً: “زاد أجره عن الماضي من 10 إلى 20 ضعفاً مقابل ارتفاع تكاليف المعيشة من 100 إلى 200 ضعف، وأنتم قارنوا؟”.
يذكر أن محافظة حماة تضم 2048 طبيباً بمختلف الاختصاصات مع قلة عددهم في مجال التخدير والصدرية والسرطانات والأمراض النفسية.
أيمن الفاعل – حماة