خاص || أثر برس اشتكى عدد من أهالي كفربهم (جنوبي غربي حماة 9كم) وكذلك بعض أهالي الربيعة (غرب مدينة حماة 18 كم) لـ”أثر”، من وصول روائح وصفوها بـ”المزعجة والمثيرة للغثيان” تنبعث من معمل أعلاف للأسماك يقع قرب قرية تل أفيون غربي كفربهم، لافتين إلى أن المعمل تم إغلاقه وفتحه عدة مرات، فيما ازدادت الامتعاضات من روائحه، سيما بعد سكن بعض العوائل في الأراضي القريبة من المعمل.
أحد أصحاب المزارع القريبة من المعمل يقول لـ”أثر” عن تلك المشكلة: “تبين أن المعمل يعمل أحياناً بورديتين، ناشراُ روائحه الواخزة على من حوله”، فيما أشار شخص آخر من الأهالي إلى أن هناك أشخاص من البدو مقيمين قرب المعمل لكن لن يشتكوا عليه، لأنه يؤمن لهم المياه والإنارة أثناء عمله.
المعمل الوحيد في حماة:
أشار مدير البيئة في حماة المهندس سامر الماغوط لـ”أثر” إلى أنه تم إجراء كشف فني على المعمل المشكو منه أكثر من مرة، والإحالة إلى مجلس بلدة كفربهم لإعادة تأهيل نظام الفلترة، بحيث تصبح الانبعاثات الغازية والروائح الناتجة ضمن الحدود المقبولة، مع الالتزام بتشغيل الشفاطات الهوائية في المستودع وصالات الإنتاج، إضافة إلى التخلص السليم من المواد الأولية المتراكمة في صالة الاستقبال، منعاً لانتشار الروائح الكريهة، متسائلاً: “هل أصبحت قضية المعمل المذكور أكبر القضايا حتى يردنا عليه كل هذه التساؤلات والضجة من جهات أهلية ورسمية (محافظة – بلدية – فرع حزب البعث العربي الاشتراكي – الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش)، علماً أن المعمل المشكو منه (والكلام للماغوط) هو المعمل الوحيد في محافظة حماة لمعالجة مخلفات الفروج والمسالخ وتحويلها إلى علف حيواني، وبدون تلك المعالجة سنواجه “كارثة بيئية وصحية” على حد قوله.
وأضاف الماغوط أنه ليس هناك تقنية تعالج مسألة الروائح المزعجة بشكل كامل، لافتاً إلى أن مديرية البيئة في حماة بانتظار فك التشميع من بلدية كفربهم، بعد إعادة التأهيل، حتى تتم معاودة إجراء الكشف الفني ومراقبة الروائح.
بدورها أكدت رئيس بلدية كفربهم المهندسة جمال بولص لـ”أثر” أنه تم تشميع عدد من الآلات، ريثما يتم الانتهاء من عملية إعادة التأهيل الفني ومقترحات مديرية البيئة في حماة.
– مدير المعمل: إنتاجنا يعوض عن الاستيراد
ذكر مدير معمل أعلاف الأسماك لؤي نعسون خلال حديث مع “أثر” أن المعمل موجود منذ 2008 ويقدم خدمة كبيرة وهي معالجة مخلفات الفروج التي تنوء بها كل الجهات الحكومية، كما أنه الوحيد في محافظة حماة يقدم علفاً مراقباً صحياً بشدة لمربي الأسماك، وبالتالي يعوض عن الاستيراد، نافياً مبالغة المشتكين من روائح المعمل، معتبراً أنه لو كان وصفهم حقيقياً لأصيب عاملو المعمل أنفسهم.
وأكد نعسون أنه تمت إعادة تأهيل أكثر من 80% من نظام الفلترة، بانتظار الكشف من البلدية بعد التشغيل التجريبي، مبدياً استغرابه كل تلك الضجة والشكاوى على منشأته، لافتاً إلى أنه يمكن أن يخفض إنتاجه، وحينها سنسأل هل يمكن للمشتكين حل كارثة المسالخ وما ينتج عنها؟ لاسيما أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة أغلقت سابقاً عدداً من المسامك لقيامهم بإطعام الأسماك مخلفات فروج غير معالجة.
ما الحل؟
اقترح مدير البيئة في حماة المهندس سامر الماغوط في حديث مع “أثر” ما وصفه بالحل النهائي، المتمثل في إيجاد مكان مناسب لنقل المعمل، بحيث يكون أكثر ملائمة من الناحية البيئية، وبعيداً عن التجمعات السكنية، مفضلاً أن يكون ضمن منطقة صناعية مخصصة، مع الأخذ بعين الاعتبار اتجاه الرياح السائدة في المنطقة.
أيمن الفاعل – حماة