خاص|| أثر برس بعد أشهر طويلة من التصعيد العسكري التركي المستمر باتجاه مناطق شمال حلب، عكس مسلحو “الوحدات الكردية” الموازين عبر تصعيد عكسي تمثل في هجوم مباشر باتجاه مواقع مسلحي تركيا على أطراف منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
فمع حلول فجر اليوم، تقدمت عدة مجموعات من “الوحدات الكردية” بشكل سريع باتجاه قرية “مريمين” الواقعة على الأجراف الجنوبية الشرقية من منطقة عفرين، ونفذت هجوماً عنيفاً استهدف مواقع مسلحي تركيا في القرية ومحيطها، لتدور في إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
ووفق ما أكدته مصادر “أثر” من ريف حلب الشمالي، فإن مسلحي “الوحدات” تمكنوا خلال الاشتباكات من قتل مالا يقل عن ثلاثة من مسلحي تركيا وإيقاع عشرات الإصابات بين صفوفهم التي اهتزت بشكل كبير نتيجة الهجوم، قبل أن تنسحب المجموعات المهاجمة من مواقع الاشتباكات دون تسجيل أي خسائر تذكر بين صفوفها.
وتخلل الاشتباكات تنفيذ المدفعية التركية المتمركزة في “قاعدة البحوث” بمنطقة عفرين، لعمليات قصف عشوائية باتجاه مواقع تقدم “الوحدات الكردية” في محاولة لدعم المسلحين الموالين لها، إلا أن ذلك القصف لم يؤثر على سير مجريات الاشتباكات في المنطقة.
وأشارت مصادر “أثر” إلى أن الاشتباكات في نتيجتها، لم تسفر عن حدوث أي تغيير على خارطة السيطرة في منطقة عفرين، حيث فضّل مسلحو “الوحدات الكردية” الانسحاب على التقدم والسيطرة، في ظل قرب محاور الاشتباك من القاعدة العسكرية التركية، ما سيضعهم تحت مرمى نيرانها المستمرة بشكل مباشر.
وجاء تصعيد “الوحدات الكردية” في الجزء الشمالي الغربي من ريف حلب، بعد أقل من /24/ ساعة على تصعيد أكبر كانت نفذته “قسد” باتجاه القاعدة العسكرية التركية المتمركزة قرب قرية “الشيخ ناصر” بريف منطقة الباب شمال شرق حلب، عبر استهداف القاعدة التركية بعدد كبير من الصواريخ التي سقط معظمها داخل القاعدة.
وتسبب قصف “قسد” للقاعدة التركية، بمقتل جندي تركي وإصابة /4/ آخرين على الأقل، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بأجزاء واسعة من القاعدة، والتي أطلقت صافرات الإنذار خلال الهجوم، وأعلنت استنفاراً كبيراً تزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية ضخمة من باقي القواعد التركية غير الشرعية المنتشرة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت شهدت محاور شمال شرق حلب خلال ساعات يوم أمس، اشتباكات عنيفة على محور خط الساجور بين منطقتي منبج وجرابلس، بين مسلحي “قسد” من جهة، ومسلحي أنقرة من جهة ثانية، إثر عمليات استهداف مدفعي متبادلة تطورت إلى حد الاشتباك المباشر، ما أوقع قتلى وجرحى بين صفوف كلا الجانبين.
وتعاني محاور ريف حلب الشمالي الغربي على مدار الأشهر الماضية، من تصعيد عسكري تركي مستمر، عبر استهدافات مدفعية يومية باتجاه القرى التي تنتشر فيها “الوحدات الكردية”، وخاصة منها قرى “مرعناز” و”عقيبة” و”المالكية” و”شوارغة” و”إبين” و”العلقمية” و”عين دقنة”، الأمر الذي أدى إلى إصابات بين صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بمنازلهم وممتلكاتهم.
زاهر طحان – حلب