خاص|| أثر برس على الرغم من تراجع عمليات الاغتيال خلال اليومين الماضيين، إلا أنه يمكن اعتبار الشهرين الفائتين هما الأعنف منذ تفعيل التسوية، لناحية توزع عمليات الاغتيال في عموم الريف الدرعاوي، ولم تتركز بريف بعينِه دون غيره.
المعطيات التي تم توثيقها خلال شهر كانون الأول الحالي، تشير إلى حملة تصفية متبادلة بين بقايا المجموعات المسلحة وحملة السلاح وممن أقدم على تنفيذ عملية التسوية واعتبرته هذه المجموعات “متعاوناً” مع الأجهزة المختصة، كما جرى مع سامر الحمد الملقب “أبو صدام” وهو متزعم ذائع الصيت ينحدر من أصول بدوية ويتخذ من بادية اللجاة بريف درعا الشرقي، مستقراً له ولعناصره، وقد أخذ على عاتقه ضبط التسوية وحل الخلافات بين المسلحين في قطّاع بلدته والبلدات المجاورة، إلا أن عملية اغتيال بالرصاص المباشر طالته أثناء تحركه على أحد الطرقات الرئيسية، ما أدى لمقتله على الفور.
الحادثة الاستثنائية الأخرى خلال الأسبوع الفائت، شهدتها بلدة تل شهاب في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عندما أقدم مجهولون على قتل الشيخ أحمد بقيرات عضو “اللجنة المركزية” المفاوضة باسم المسلحين، والذي يتمتع بشعبية كبيرة بين أوساطهم، تحديداً خلال الفترة التي سبقت اتفاق التسوية الأول صيف 2018م، خصوصاً وأنه عمل تحت مظلة “دار العدل في حوران” الجهة القضائية الرئيسية في عموم الجنوب السوري، الذي خرج عن سيطرة الدولة السورية تدريجياً لخمسة أعوام، ولاحقاً شكّل بقيرات حلقة الوصل الرئيسية بين متزعمي المسلحين خصوصاً الرافضين لاتفاقات التسوية لاقناعهم بضرورة تفعيل الاتفاقيات لتجنيب درعا وريفها شبح المعارك الكبرى.
الحوادث لم تقتصر على طابعها الأمني المرتبط بالأحداث، إنما حملت طابعاً جنائياً في بعض المناطق، حيث قضى شابان شقيقان من آل “غنيم” يعملان بتجارة المحروقات، وذلك أثناء تنقلهما بين مركز مدينة درعا والريف الشرقي، وتم العثور على جثتيهما في حي الشياح بدرعا البلد، بعد سلبهم أموالاً كانت بحوزتهم وأجهزتهم الخليوية، بحسب شهود من المنطقة ذاتها، أما في طفس أبرز مدن الريف الغربي، أطلت الخلافات العائلية من جديد لتحصد أرواح 3 شبان من آل “كيوان” الأسبوع الفائت، بعد خلاف شخصي مع شبان من آل “المسبس” تطور لاشتباك بالأسلحة الفردية والقنابل، وهنا تشير مصادر محلية لـ “أثر” أن “الخلافات ذات الطابع العشائري، تسيطر على مدينة طفس، بسبب حالات ثأر قديمة، تغذيها فوضى السلاح واننشاره بين شبان بأعمار صغيرة”.
وفي حصيلة إجمالية منذ تطبيق اتفاق التسوية الشامل مطلع شهر أيلول وحتى الثالث الأول من شهر كانون الأول، بلغت حصيلة التصعيد والاغتيالات والحوادث الجنائية 42 شخصاً من مدنيين وعسكريين ومسلحين سابقين قضوا نتيجة هذا التصعيد.
درعا