رضا زيدان
لا يخفى على أحد أن الأكراد كقومية كانوا جزء أساسي من بلاد الشام قبل اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، وبعد الاتفاق أصبحوا مكوناً أساسياً ضمن الدولة السورية، فالأكراد في سوريا يمثلون ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد العرب، ولا يعرف على وجه اليقين عددهم الفعلي في ظل غياب أي إحصاءات رسمية.
ويقطن الأكراد بشكل أساسي في 3 مناطق ضمن الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق من أهمها منطقة الجزيرة بمحافظة الحسكة، وعفرين بشمال حلب، وعين العرب (كوباني).
ومع بداية الحرب السورية بدأت ملامح الانقسام الكردي تظهر جليّة على أرض الحرب السورية، ولاسيما أن الأكراد شكلوا مجموعات عسكرية لمواجهة أي خطر يهدد مناطقهم، ففي شهر تموز عام 2017 أعلن الأكراد الإدارة الذاتية في شمال سوريا كما حددوا موعد الانتخابات المحلية والعامة، والمقرر لها أن تبدأ في أيلول القادم، وجاء إعلان الإدارة الذاتية بعد أن دعمت الولايات المتحدة الأمريكية “وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية” في عملياتهم العسكرية ضد تنظيم “داعش”، حيث قدمت لهم التسليح والآليات والاستشارات العسكرية، وحضّرت لهم مجموعة من المخططات العسكرية.
فيما نُشرت عدّة أبحاث ووثائق تؤكد إقامة دولة جديدة تحت مسمى “كردستان العظمى”، وذلك بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة والأكراد السوريين على حدود الحكم الذاتي الكردي ضمن الأراضي السورية والذي سيتم إنشاؤه عقب الاستيلاء على مدينة الرقة ومدينة الطبقة الواقعة على مسافة نحو 55 كم من الرقة، وذلك بحسب مركز “سورية النظر من الداخل” ومواقع كردية محلية.
وتؤكد هذه المعلومات خطط الولايات المتحدة لتقسيم سوريا، فالأمريكان رسموا حدود دولة جديدة وهي “كردستان العظمى” في سوريا والعراق والتي سيتم إقامتها بعد هزيمة “داعش”في الرقة.
وبما أن واشنطن تدعم الأكراد وتعتبرهم القوّة الوحيدة القادرة على هزيمة مجموعات “داعش” تصدت القيادة الأمريكية إلى مهمة اقتحام معقل “التنظيم” في أقرب وقت، ويلجئ الأمريكان إلى أداتهم المفضلة وهي المال فهم يرشون قادة “داعش” من جهة ويدفعون رواتب مرتفعة للمقاتلين الأكراد وعناصر “المعارضة “المعتدلة” من جهة أخرى.
في سياق متصل، ذكر موقع “كوباني” أنه عُقد يوم الأحد الماضي اجتماع بين ممثلين عن “التحالف الدولي” وقيادات من “قوات سوريا الديمقراطية”، في مقر ما يسمى بالمجلس المدني لمدينة الرقة في بلدة عيسى بمحافظة الرقة، حيث حضر الاجتماع كل من السادة أليكس ستار ممثل الخارجية الأمريكية للشؤون المدنية في “التحالف الدولي” والسيد “كامبرللي بيللي” ممثل الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، والكولونيل “توم كريك” قائد القوات الخاصة لـ”التحالف الدولي” في سوريا.
هذا الاجتماع يهدف إلى تنسيق الجهود الأمريكية الكردية، ولاسيما مع اقتراب انهاء المعركة ضد “داعش”، حيث يحاول الأكراد إقناع واشطن بضم الرقة إلى فيدرالية شمال سوريا أي ما يسمى “روج أفا”.
يبدو أن المخطط الكردي – الأمريكي في تأسيس فيدرالية مستقلة شمال سوريا سيؤتي أُكله بعد تحرير الرقة من “داعش”، فالمصادر الكردية تتنبأ بشكل التقسيمات الإدارية وهي: “إقليم الجزيرة ويضم مقاطعة الحسكة والقامشلي، وإقليم الفرات ويضم مقاطعة عين العرب وتل أبيض، وإقليم عفرين ويضم عفرين ومناطق الشهباء، ولكن ما هي تبعات هذه الخطوة; إنشاء منطقة فيدرالية، هل سترد الحكومة السورية على هذا الأمر؟ ولاسيما أن القوات السورية تتقدم بخطى ثابتة في دير الزور، الأيام القادمة ستبين ماذا حلّ بشهر العسل.