أثر برس

“شوارع الشام باتت مأجورة”.. أصحاب العقارات يؤجرون “صفّات سيارات” في عشوائيات دمشق

by Athr Press G

خاص || أثر برس  يدفع “أبو منير” مبلغ 150 ألف ليرة سورية لأحد جيرانه في حي “المزة – خزان”، لقاء الحصول على مكان لركن سيارته، ويقول الرجل الذي انتقل مؤخراً للحي العشوائي الواقع وسط دمشق، إن البحث عن مكان لركن السيارة كان عملية شاقة بالنسبة له، وأحياناً يضطر لركنها بالقرب من مدينة الجلاء الرياضية ومن ثم البحث عن وسيلة نقل تعيده للمنزل، وحين عرض عليه جاره تأجيره “صفة”، وافق فوراً، فما ينفقه على المواصلات في ساعات الليل تصل قيمته الشهرية لأكثر من 150 ألفاً، وبالتالي حقق وفراً وراحة من وجهة نظره.

يتابع الرجل في حديثه لـ “أثر برس”: منطقة المزة 86 مكتظة بالسكان، وشوارعها العشوائية الضيقة تشهد وقوف عدد كبير من السيارات يومياً، وهناك من اتخذ لنفسه كراجاً خاصاً من خلال وضع قضيبان من الحديد يصل بينهما سلسلة حديدية وقفل، وهناك مشاجرات تحدث بشكل شبه يومي بسبب “الصفة”، وضيق الشوارع قد يتسبب بأضرار للسيارات المتوقفة من قبل نظيرتها المارة، ناهيك عن كون حركة المرور فوضوية، فمرور سيارة أو دراجة نارية بشكل معاكس لحركة السيارات مسألة اعتيادية في العشوائيات.

في منطقة “جادات قدسيا”، يسكن “أبو يوسف” في منزل مستأجر منذ بداية نزوحه قبل سنوات، ويسخر من “صفة سيارته”، بالقول: “بدفع لصاحب البيت آجار الصفة كمان، البيت بـ 400 ألف والصفة 100 ألف”، ولا يبدو الرجل سعيداً بحاله إذ يقول: “لا أملك خياراً آخراً، فصاحب العقار سلطان، وإن لم أقبل لن أجد مكاناً لأركن سيارتي”، ويضيف في نهاية حديثه لـ “أثر برس”: “شوارع الشام كلها باتت مأجورة، فلا عتب على أصحاب العقارات إن فعلوها”.

في حي “جادت – سلمية”، الواقع في منطقة المهاجرين، المسألة ذاتها، وتقول “ميسون” التي تعمل مدرسة، أن زوجها استأجر “صفة” بقيمة 200 ألف ليرة شهرياً ليتمكن من ركن سيارته بالقرب من المنزل، والخيارات السابقة كانت بركن سيارته في أحد شوارع منطقة الروضة إن وجد لها مكاناً، ومن ثم البحث عن وسيلة نقل تصل به إلى منزلهم الواقع في الجادة السادسة التي تعد من المناطق المكتظة سكنياً.

وتضيف في حديثها لـ “أثر برس”: وصل الأمر للبحث عن أي مصدر دخل، فمن لا يمتلك سيارة يمكنه أن يقوم بتأجير زاوية بالقرب من جدران منزله لشخص يمتلك واحدة، ولا يعارضه أحد من الجيران، فله الحق من وجهة نظرهم في أن يترك أمام منزله مساحة لسيارته حتى وإن لم يكن يمتلك واحدة، المسألة مضحكة لكنها واقع معاش”.

بتقاطع شهادات سكان من المناطق العشوائية او الواقعة في مناطق مرتفعة فإن البلدية كانت قد أزالت أكثر من مرة القضبان الحديدية ووسائل “حجز الصفة”، وطلبت ممن يريد أن يحجز صفة لنفسه أن يقوم بالتقدم بطلب الحصول على موافقة رسمية، لكن الأمر لم يدم ألا أيام لتعود القضبان والإطارات المطاطية القديمة للتحول لـ “صفة خاصة” من دون أي ترخيص قانوني، والحكم في هذه المنطقة يعود لعرف التملك، فصاحب المنزل يتحكم بواجهة منزله.

يذكر أن محافظة دمشق أطلق قبل عامين خدمة المواقف المأجورة للسيارات في عدد من شوارع المدينة حيث تم وضع علامات طرقية خاصة بها، مقابل 500 ليرة عن كل ساعة.

دمشق وريفها

اقرأ أيضاً