خاص || أثر برس نشرت مديرية الصحة في محافظة الرقة فرق ترصد وبائي للوقاية من مرض كورونا، في كل من “الرقة – الطبقة – الكرامة”، فيما تعمل داخل المدينة 6 مراكز طبية تابعة للحكومة السورية من قبل الأزمة العالمية التي تسبب بها انتشار الفيروس الذي ظهر أول مرة في مدينة “ووهان” الصينية.
إجراءات حكومية
يؤكد مدير الصحة في محافظة الرقة الدكتور جمال العيسى، خلال حديثه لـ “أثر برس”، أن الفرق التي تم نشرها في مناطق “الرقة – الطبقة – الكرامة”، تم تدريبها في العاصمة دمشق على أخذ المسحات والعينات في حال الاشتباه بوجود المرض، مشيراً إلى أن كل الأنباء التي روجت لتسجيل حالات للإصابة بـ “كورونا”، في مناطق انتشار “قوات سوريا الديمقراطية”، عارية عن الصحة، إذ تقوم المديرية بالتواصل مع أطباء يعملون في المشافي الخاصة أو في المدينة للاطلاع على الواقع الصحي بشكل مستمر.
العيسى لفت إلى أن مديرية الصحة تعمل على متابعة أدق التفاصيل بما يخص الوقاية من انتشار مرض كورونا، في مناطق نفوذ الدولة السورية، مشيراً إلى أن الصعوبات الكبيرة التي تواجه الفرق التابعة للمديرية لن تمنعها من إتمام المهام الموكلة إليهم، سواء في الوقاية من كورونا أو متابعة تقديم العلاج لمرض “اللاشمانيا”، المعروف شعبياً باسم “حبة حلب”، وقد انخفض عدد الحالات المسجلة حديثاً في القسم المحرر من المحافظة إلى 150 حالة جديدة منذ بداية العام، ويتم إعطاء الجلسات العلاجية لهذه الحالات من ضمن برنامج معالجة الحالات المسجلة أصلا.
يمكن القول إن المراكز التابعة لمديرية الصحة بالرقة، هي أولى المؤسسات الخدمية السورية التي عادت إلى مركز المحافظة التي تنتشر فيها “قوات سوريا الديمقراطية”، منذ أيلول من العام 2017 بعد تدمير ما يزيد عن 80% من كتلتها العمرانية بفعل غارات قوات الاحتلال الأمريكي حجة قتال تنظيم “داعش”، الذي انسحب من الرقة آنذاك نحو ريف دير الزور الواقع شرق نهر الفرات باتفاق مع كل من “قسد”، وقوات الاحتلال الأمريكي.
إهمال “قسد”
على الطرف الآخر من نهر الفرات، من المفترض أن تطبق “الآسايش”، قرارات ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية”، المعنية بفرض “حظر التجوال”، على الأجزاء التي تحتلها من محافظة الرقة، إلا أن “الآسايش” نفسها تقوم بخرق القرار من خلال استمرار عمل المحال التجارية التابعة لقادة “الآسايش”، ويستغرب السكان المحليون الذين تواصل معهم مراسل “أثر برس”، فرض حظر التجوال دون وجود آلية لتأمين المواد الأساسية والمحروقات للسكان، ثم كيف يتم تجاهل العمل الزراعي في مثل هذه القرارات في مرحلة تحتاج فيها الأراضي الزراعية لمتابعة أدق التفاصيل كـ “رش المبيدات الحشرية وعمليات السقاية والتحسب للسيول التي يمكن أن تتشكل في موسم الأمطار الربيعية”.
يكشف أحد سكان بلدة “عين عيسى” لـ “أثر برس”، عن نشاط كبير لعصابات تهريب البشر المرتبطة بـ “الآسايش” في المنطقة، ويقول مفضلاً عدم الكشف عن هويته إن “قيادات الآسايش تقوم بتهريب الأشخاص بين مناطق انتشار قسد والمناطق التي تحتلها القوات التركية والمجموعات الموالية لها، وهذا النوع من التهريب يعتبر من أكثر المسببات المحتملة لمرور إصابات بمرض كورونا إلى المناطق التي يسكنها المدنيون، خاصة وإن تركيا باتت تعتبر من الدول التي تسجل فيها حالات إصابة بشكل يومي”.
الأمر نفسه ينسحب على كامل المناطق التي تنتشر فيها “قوات سوريا الديمقراطية”، من الحدود الشرقية للبلاد وصولاً إلى أطراف المناطق المحتلة في ريف الحسكة الشمالي الغربي وريف الرقة الشمالي وريف حلب الشمالي الشرقي، الأمر الذي تهمله “قسد”، كما تهمل ملفات صحية أساسية مثل ترحيل القمامة من المكبات العشوائية ومتابعة الواقع الصحي والخدمي داخل المخيمات التي تسيطر عليها، فلا يوجد شبكات صرف صحي نظامية في هذه المخيمات، ودورات المياه المشتركة تعاني من قلة في التخديم الصحي.
محمود عبد اللطيف – الرقة