نشرت الصحفية الأمريكية ذات الجذور العربية، رانيا خالق، مقالاً خاطبت به القارئ الغربي عموماً، الذي بدوره يتابع الأحداث السورية بعين وسائل الإعلام الرئيسية في بلاده.
“إن الإعلام الغربي يتجاهل فظائع مسلحي المعارضة ويلقي النوم على النظام”، بهذه العبارة افتتحت خالق مقالتها، مشيرة إلى أن الماكينة الإعلامية الغربية تدعم المعارضة بأسلوب “استجرار المشاعر وكسب التعاطف”.
وأضافت خالق قائلة: “إن عويل الغرب يرتفع في ظل اقتراب القوات السورية من استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، آخر ما يمتلكه المسلحون في ضواحي دمشق” على حد تعبيرها.
وتابعت: “جميعنا نذكر حلب، وقبلها مضايا وحمص، كان الإعلام الغربي حينها يصور هذه المناطق وكأنها خالية من المسلحين المتمردين، وأن السلطات السورية هيي فقط من يرتكب المجازر بحق المدنيين” لافتة إلى التوصيف الذي يلازم مسلحي المعارضة في نشرات أخبار بلادها، ألا وهو: “المقاتلون المعتدلون، الذين يدافعون عن الحرية”.
وخاطبت الكاتبة القارئ الغربي قائلة: “ثق تماماً أن الفكرة التي تكونت عندك عن الغوطة الشرقية غير واقعية، فمن غير المنطق أن يكون النزاع بين الحكومة السورية والمدنيين، فهذا أمر غير وارد في منطق الحروب”.
وووصفت الصحفية أن الحرب في سوريا قد تكون الأكثر استغلالاً دعائياً عبر وسائل الإعلام على مدى التاريخ، حيث أنفقت عشرات الملايين من الدولارات من قبل الحكومات الغربية وحلفائها الإقليميين الذين يديرون أجهزة إعلامية تعكس الصراع وتتهم الحكومة بالوقوف وراء كل أعمال العنف وتحرض على تدخل عسكري غربي أكثر قوة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكدت الكاتبة أنها لا تهدف لـ “تمجيد” الحكومة السورية، التي وصفتها بالـ “سلطوية”، لكنها تتساءل من سيحل محل الحكومة لو انهارت؟ مشيرة إلى أن البديل غير مقبول لمعظم السوريين والدليل أن الغالبية العظمى من السوريين (75 في المئة على الأقل) اعتباراً من عام 2016، يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وربما النسبة ارتفعت بعد أن استعادت القوات السورية مساحات شاسعة من الأراضي مؤخراً.