بعد زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى سلطنة عمان، وعزف النشيد “الإسرائيلي” لأول مرة في الإمارات بعد حصول أحد اللاعبين “الإسرائيليين” على الميدالية الذهبية في بطولة الجودو الذي جرت في أبو ظبي، والحوارات السرية بين البحرين والكيان، بدأت الصحف الخليجية بالتمهيد للتطبيع “الإسرائيلي – الخليجي” وتخفيف وطأته على المتلقي العربي.
صحيفة “الحياة” الصادرة من مدينة لندن، دعت السلطات السعودية إلى مراجعة سياستها في مواجهة الكيان الإسرائيلي فالسياسة لا تعرف المستحيل، وأكبر برهان على ذلك التحرك العماني الأخير باستضافة “نيتنياهو” والذي يدل على شجاعة واستقلال القرار السياسي في السلطنة.
ووصفت صحيفة “العرب” زيارة رئيس وزراء الكيان إلى عُمان بـ”الهزة الفجائية التي حركت المياه الراكدة”، مؤكدةً على أن “الاتصالات العربية مع “إسرائيل” لم تعد أمراً مستغرباً في واقع الأمر، لأن الاتصالات تجري، بعضها علناً وبعضها سراً”.
كما رأت صحيفة “الرياض” السعودية بأن “السلام مع “إسرائيل” سيكون قائماً دائماً على مفهوم الصلح المؤجل للحسم، يجب أن يتم بتوقيع أوراق (مصالح) بين حكومتين منفردتين دون الالتفات للقضية الفلسطينية أو رأي الشعوب العربية، هذا ما جرى بين إسرائيل ومصر والأردن وهو أقصى ما تستطيع أن تقدمه “إسرائيل” من سلام”.
أما صحيفة “الأيام” الفلسطينية، فتحدثت الصحيفة عن ما أسمته “انهيار آخر في جدار الصد العربي”، مفسرةً بأن “الرسالة هي أنه ما لم يلتحق الفلسطينيون بركب صفقة القرن، فإن العرب لن يتخلفوا عن مسايرتها، والإندراج فيها، وأن على الفلسطينيين أن يسهّلوا على العرب التعامل مع ملف الخطر الإيراني الذي يحظى بالأولوية، وإلا فإن عليهم أن يتحملوا العواقب، وأن لا يلوموا إلا أنفسهم”.
من الواضح أن قادة دول الخليج يمضون بعزم نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي فوق جثث الفلسطينيين وقضيتهم، وطريق “صفقة القرن” المرسومة من الإدارة الأمريكية تمر في أولى خطواتها من الصحراء الخليجية.