تم قبل يومين اغتيال العالم والبرفيسور الإيراني محمد فخري زاده ، واتهمت السلطات الإيرانية الكيان الإسرائيلي على الفور بالوقوف وراء هذه الجريمة على أراضيها، دون أن ينفي الكيان الإسرائيلي أو يؤكد هذا الاتهام، وبحسب مسؤولين استخباراتيين غربيين فإن كافة المعطيات تؤكد وقوف الكيان الإسرائيلي وراء عملية الاغتيال هذه، ما يجعل المنطقة أمام احتمال تصعيد جديد، الأمر الذي جعل هذه العملية محط اهتمام المحللين في الصحف للحديث عن تبعاتها والخسائر الناتجة عنها ومدى تأثيرها على البرنامج النووي الإيراني.
فنشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية:
“يأتي اغتيال فخري زادة بعد سلسلة من عمليات تخريب في المشروع النووي وحرائق في أماكن حيوية في طهران وموانئ على الخليج.. وقال مسؤولون إسرائيليون سابقون، إن إسرائيل تعرضت في الأسابيع الأخيرة لضغوط من أمريكا لزيادة تصعيد الحرب السرية ضد إيران، وسقف المواجهة بات مرتفعاً، خاصة أن دونالد ترامب سيظل في السلطة حتى 20 كانون الثاني” وأضافت “بالرغم من أهمية العالم النووي الإيراني، إلا أن البرنامج النووي لديه عدد كبير من الباحثين”.
وفي “هآرتس” العبرية جاء:
” اغتيال فخري زاده سيصعّب طريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي، وإذا كانت إسرائيل تقف وراء الاغتيال، فمن الممكن أن تكتشف أن الضرر الذي ألحقته بنفسها أمام إدارة بايدن أكبر من الضرر الذي ألحقته بالإيرانيين”.
وفي “الأبزورفر” البريطانية ورد
“المعلقون الأمريكيون وفي المنطقة يرون أن تورطاً إسرائيلياً في العملية، لو حدث فقد حصل بعد إشارة من ترامب، وهذا التحليل منطقي لعدة أسباب، فعملية الجمعة مثل اغتيال القيادي العسكري في الحرس الثوري قاسم سليمان في بداية كانون الثاني/يناير هو عمل استفزازي، وهناك خطورة في دفع إيران لأعمال انتقامية ضد أعدائها المهمين، أي إسرائيل والسعودية والقوات الأمريكية المنتشرة بالمنطقة.. ولا شك أن ترامب وبسبب استراتيجيته العقيمة تجاه إيران، يشعر بالخيبة إن لم يكن بالانتقام. وقد فشل في تركيع إيران وإجبارها للتفاوض على معاهدة نووية جديدة”.
وفي “رأي اليوم” ورد:
“اغتِيال البروفيسور فخري زادة الذي يُوصَف بأنّه “قدير خان” البرنامج النّووي الإيراني، لن يُوقِف هذا البرنامج، بل قد يُضاعف سُرعة تطويره، ويُعجّل بإنتاجه أسلحةً نوويّة، فهُناك بدائل لكل خبير، ولكل منشأة نووية، واغتيال عشرة علماء يؤكد هذه الحقيقة، والأمريكان والإسرائيليون يعرفونها جيّداً، ولهذا ستعطي عمليّة الاغتِيال هذه نتائج عكسية”.
إقدام الكيان الإسرائيلي على اغتيال زاده، في ظل التوتر والتصعيد الذي يشهده الشرق الأوسط، زاد سجل أخطاءه حيال إيران وحلفاءها في الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الأمر واضح لدى الكيان الإسرائيلي بدليل عدم اعترافه بشكل واضح بمسؤوليته عن اغتيال العالم الإيراني، وتأخّر الرد الإيراني لا يعني عدمه وإنما التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط يفرض عليها التأني والهدوء لتنفذ رد مدروس ودقيق لمنع نشر الفوضى والتوتر في المنطقة ككل.