أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس عن قراره بشكل رسمي بإرسال قوات للقتال في ليبيا ، كما نُشرت العديد من التقارير الإعلامية عن تحركات تركية لجمع بعض مسلحي الفصائل التابعين لها في شمالي سورية لنقلهم ليبيا، الأمر الذي يُعد مؤثراً على عدد من الملفات، والذي تناولته بعض الصحف العربية والتركية بالحديث عن عواقب هذه الخطوة التركية.
حيث جاء في “رأي اليوم” اللندنية
“لا نعتقد أنّ السلطات التركية، ورغم تكاثر التهديدات، ستقدِم على إرسال قوات إلى طرابلس الليبية للقتال إلى جانب حكومة الوفاق .. والخناق يضيق على الحكومة التركية لأنها تجد نفسها تقاتل على أكثر من جبهة في الوقت نفسه، وهذا خطأ استراتيجي كبير خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن خصومها أقوياء سواء في ليبيا أو سورية، بينما عدد حلفائها يتناقص”.
وتحدثت صحيفة “أكشام” التركية عن الصعوبات التي تواجهها تركيا داخلياً إثر القرار التركي المتعلق بإرسال قوات إلى ليبيا، فنشرت:
“تضطر لمواجهة حزب الشعب الجمهوري والأحزاب المتحالفة معه في الداخل، وهذه أكبر صعوبة تواجهها تركيا، إذا كانت تريد أن تكون قوية في المتوسط فعليها تجاوز عقبة المعارضة، وإذا أرادت أنقرة تعزيز قوتها في الشرق الأوسط وإنجاز مشروع يضع المضائق تحت سيطرتها فيتوجب عليها إزالة العوائق التي يضعها حزب الشعب الجمهوري”.
أما “الرأي” الأردنية فتحدثت عن الكارثة التي قد تتسبب بها تركيا إثر تدخلها العسكري في ليبيا، فورد فيها:
“في حال فعلت تركيا ما فعلته في سورية فسنكون أمام كارثة حقيقية متدحرجة ومن المتوقع أن الشعب الليبي غير قادر على احتمالها بعد سنوات طويلة من القتل والنزف والمآسي فضلاً عن جرائم الحرب التي ارتكبها الأطالسة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول تزعم أنها تدافع عن ليبيا وشعبها فيما هي ضالعة في نهب ثروات البلاد النفطية واستغلال موقعها الاستراتيجي”.
يُصر النظام التركي على قرار إرسال قوات إلى ليبيا واللافت أن هذه القوات هي غير تركية وإنما مسلحين من فصائلها الذين جمعتهم من أكثر من بلد ووظفتهم لتنفيذ مشاريعها في سورية والآن في ليبيا، وفي الوقت ذاته أبعدت قواتها عن خطر الاعتداءات التي شنتها في سورية والتي انتهت بنهب ثروات المناطق التي احتلتها أنقرة شمالي البلاد وإجراء عملية تغيير ديموغرافي في تلك المناطق، ومن جهة أخرى فإلى الآن تواجه تركيا الضغوطات ورفض العديد من الدول لسياساتها في المنطقة، ما يشير إلى أن التدخل التركي العسكري في ليبيا سيضعها في مواقف أصعب وأمام ضغوطات أكبر.