أعلن الرئيس الأمريكي عن مشروع “صفقة القرن” زاعماً أنها ستساعد بإحلال السلام في المنطقة، وكان واضحاً من بنودها أنها تخدم الكيان الإسرائيلي فقط، وتهدف إلى إلغاء حق العودة لدى الفلسطينيين، الأمر الذي جعل احتمال مواجهة هذا المخطط من قبل الفصائل الفلسطينية حتمي، ما دفع الصحف العبرية إلى طرح آراء جديدة حول هذه “الصفقة”.
فنقلت صحيفة “هآرتس” عن الوزير الإسرائيليّ السابق ورئيس جهاز الأمن العّام الأسبق، “عامي أيالون” قوله:
“إنّ الهدف الجوهريّ لعملية السلام يجب أنْ يكون إنهاء الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة، وإقامة الدولة الفلسطينيّة على حدود ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، مع القيام بعملية تبادل الأراضي إنْ كانت هناك حاجةً لذلك، وعليه، أضاف، إذا كان الطرفان، بالإضافة إلى الوسيط، لم يقوموا بتحديد الهدف النهائيّ للعملية، فلا حاجةً أصلاً للبدء فيها، كما قال. يتحتّم ويتعيّن على كلّ إنسانٍ، وبشكلٍ خاصٍّ من القادة الإسرائيليين، الذين يطمحون لإنهاء الاحتلال، والذين يُعبّرون عن قلقهم لأمن الدولة العبريّة، وتوجسّهم من جولة عُنفٍ أخرى مليئةٍ بالدماء، يتحتّم عليهم مُطالبة ترامب بالتنازل عن الفكرة الخطيرة جدًا، والتي ترى الاقتصاد أولاً، فإنّ سُكّانها يعيشون في حالة من فقدان الأمن والآمان المستمرّة”.
كما نقلت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية عن قائد منظومة الدفاع الجويّ في جيش الاحتلال الإسرائيلي “ران كوخاف” قوله:
“في غزة لا يُمكنني أنْ أضمن أنّه في المستقبل ستكون نسب النجاح نفسها، وأردف قائلاً إنّ أحد التحديات الأساسية اليوم أمام الجيش الإسرائيليّ هو مشروع دقّة الصواريخ التابع لحزب الله فهو قادراً على إصابة أيّ نقطةٍ في الدولة العبريّة، وهذا تهديد كبير، تحاول إسرائيل إحباطه بأيّ وسيلة”.
فيما تحدثت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مدى جاهزية “المؤسسات الإسرائيلية” للمواجهات العسكرية:
“الحروب والمواجهات العسكرية الواسعة، يعرف الإسرائيليون تبعاتها جيداً عليهم، والمؤسسات في كيان الاحتلال ليست جاهزةً بعد بما فيه الكفاية للتصدّي لها، مع أنّ كلّ التقديرات العسكريّة تتحدث أننّا أمام مواجهة غير مسبوقة، بما يعنيه ذلك على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، ومرافقها المدنية، وحينها سنكون أمام صورة بائسة للغاية”.
وبعد الإعلان عن “صفقة القرن” التي وصفها رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” بأنها أفضل شيء يمكن أن يحصل في هذه المرحلة، ينشغل “الداخل الإسرائيلي” بإعلان حالة الاستنفار الكامل، حيث حذّر مسؤولون في “المؤسسة الأمنية” من مساعٍ تبذلها حركة “حماس” على صعيد بناء الذراع العسكري للمنظمة وجمع معلومات استخبارية مركّزة عن منظومة القبة الحديدية، وعن المكان الدقيق لسقوط الصواريخ في المستوطنات، مضيفين أن هناك مسعى أساسي لحركة حماس هو توجيه قيادة كاملة لتمويل وتنفيذ عمليات في أرجاء الضفة الغربية، وبعد هذه التحضيرات والاستنفار الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي، لصالح من ستكون مرحلة ما بعد الإعلان عن “صفقة القرن”؟