كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، من خلال تقرير نشرته، عن ما جرى خلال احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية التي وضعته تحت الضغوط من أجل تقديم استقالته، بحسب تعبير الصحيفة.
وتنقل الصحيفة روايتها عن مصادر لم تسمها، وتبدأ من اليوم التالي لوجود الحريري في السعودية، حيث تم توجيه دعوة له في الثامنة والنصف صباحاً من مكتب الملك فهد، ليخرج الحريري للقاء مرتدياً الجينز و”التيشرت”، ظناً منه أنه سيقابل ولي العهد محمد بن سلمان للقيام بجولة في الصحراء.
لكن، فوجئ رئيس الوزراء اللبناني بقيام عناصر أمن سعودية باعتقاله وتجريده من هواتفه المحمولة وقاموا بتوجيه الإهانات له، كما سمحوا بإبقاء حارس شخصي واحد فقط برفقته.
وبحسب الصحيفة، تم إعطاء الحريري خطاباً مكتوباً لإعلان استقالته على تلفزيون سعودي، الذي كان في هذا الوقت محتجزاً وقيد الإقامة الجبرية ولم تتح له الفرصة لرؤية زوجته وأولاده.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول لبناني “رفيع المستوى” قوله: “بعد أن ألقى الحريري خطبته، حاول مساعدوه المحبطون عبثاً الوصول إليه من بيروت، حيث قضى الحريري مساءه في الصحراء مع ولي العهد”.
وتؤكد الصحيفة أن “هذه هي كواليس غياب الحريري الطويل والغريب في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، كما كشفتها روايات 12 مسؤولاً غربياً ولبنانياً وإقليمياً وشركاء للحريري”.
وتابعت الصحيفة “إن قيام ولي العهد محمد بن سلمان بخطوة الحريري هو رغبة للوقوف بوجه إيران في المنطقة، حيث لم تكن السعودية راضية عن لقاء الحريري بمستشار المرشد الإيراني للشوؤن الدولية علي أكبر ولايتي، حيث أشاد كلا الطرفين بضرروة التعاون بين البلدين”.
يذكر أن الحريري عاد إلى بيروت، آواخر تشرين الثاني الماضي للمرة الأولى بعد إلقائه خطاب استقالته المفاجئ من الرياض في الرابع من تشرين الثاني، ليلتقي بالرئيس اللبناني ميشال عون ويعلن تعليق قرار استقالته.