نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً تتحدث فيه التغييرات العالمية التي ستجري بعد انتشار فيروس كورونا وطريقة معالجة الحكومات له.
وجاء في المقال:
بدلاً من تحفيز الزعيم الأمريكي العالم على جبهة موحدة وقيادة جهد عالمي، فقد قوض المؤسسات الدولية وحمل فشله على الأعداء الأجانب وألقى باللوم على الخصوم المحليين في هذه الأزمة.
إن إخفاقات أمريكا -والتي أدت إلى إخفاقات بريطانيا- أصبحت أكثر صرامة بسبب النجاحات في أماكن أخرى.
تقوم دول شرق آسيا الأخرى مثل تايوان وسنغافورة بأداء أفضل بكثير، فيما قامت فيتنام باحتواء الفيروس بسرعة، والصين كذلك، رغم حكمها المشكوك فيه وسلوكها أثناء الوباء، فإنها تمكنت من الحد من انتشار الفيروس.
وعلى النقيض من ذلك، فإن أمريكا ترامب لم تسطح منحنى الموجة الأولى مع ارتفاع معدلات العدوى في كل مكان.
وقد تكون معاناة أمريكا علامة لنقطة انعطاف تاريخية، اللحظة التي اضطرت فيها القوة العظمى البارزة في العالم إلى التخلي وهي في صدارتها عن رؤية معينة في حين قادت دول أخرى، خصوصاً بعض القوى الصاعدة في آسيا، الطريق.
كشف كوفيد-19 عن تحول أعظم الديموقراطيات إلى ضحايا نتيجة فترة طويلة من الضرر الذاتي، في إشارة إلى أن نظام الرعاية الصحية الأمريكي باهظ التكلفة وما حدث من إضعاف وتفريغ الخدمات الاجتماعية في بريطانيا.
لقد ثبت أيضاً أن الدول ذات القدرات الحكومية القوية كانت أكثر نجاحاً في القضاء على انتشار الفيروس، وبدت مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع التداعيات الاجتماعية والاقتصادية.
ويمكن إرجاع ردود أمريكا وبريطانيا الضعيفة على كوفيد-19 إلى تهنئة النفس بعد الحرب الباردة – وهو الاعتقاد بأنه لا يوجد الكثير مما يمكن تعلمه من بقية العالم، وفي بضعة أشهر قصيرة، كشف الميكروب عن الغطرسة “الإنكليزية-الأمريكية”.