وجهت العديد من المنظمات الحقوقية والدولية انتقادات للحكومة الإسبانية بسبب استمرارها بتوريد الأسلحة إلى السعودية التي تشن عدوانها على اليمن.
ونشرت صحيفة “إل سالتو دياريو” الإسبانية تقريراً أكدت فيه أن الانتقادات الموجهة إلى الحكومة الإسبانية بشأن بيع الأسلحة إلى الحكومة السعودية، وقع تسويتها بشكل نهائي وبراغماتي من قبل رئيس الوزراء الإسباني بالإنابة بيدرو سانشيز، الذي صرح قائلاً: “إذا سألتني أين يجب أن أكون اليوم سأقول هنا للدفاع عن مصالح إسبانيا وعمل القطاعات الاستراتيجية”.
وكان سانشيز، قد قال عند ظهوره أمام الكونغرس في شهر تشرين الأول: “إن الهجمات على المدنيين التي قضى فيها حوالي 141 مدنياً في 8 غارات جوية في سنة 2018، إلى جانب عشرات الآلاف من الضحايا وما يقارب 22 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، لم تكن حججاً كافية لإدانتهم“، في إشارة إلى السعودية والدول المتورطة معها في هذا العدوان.
وقالت الصحيفة: “إنه بعد مبادرة من قبل 6 منظمات لحقوق الإنسان التي رفعت دعوى في محكمة لاهاي، يبدو أن تورط الشركات والحكومات الأوروبية في أسوأ أزمة في عصرنا، يمكن أن يؤدي إلى مسؤوليات جنائية”.
الأمر الذي أكده أيضاً خوردي كالفو، وهو عضو في إحدى المنظمات التي قدمت دعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تتكون من أكثر من 800 صفحة، ضد الشركات والمسؤولين والمكاتب العامة الأوروبية التي أذنت ببيع الأسلحة أو المواد التي تستخدمها السعودية في حرب اليمن.
ووفقاً للصحيفة، فإن كالفو شدد على أن مسؤولية الشركات والحكومة الإسبانية باتت واضحة، لأنها سمحت بنقل هذه الأسلحة من طائرات وغيرها اعتباراً من سنة 2015، على الرغم من علم الجميع بانتهاكات حقوق الإنسان خلال هذه الحرب.
وأضافت “إل سالتو دياريو” أن هذه الدعوى، التي تنتظر الآن قرار مكتب المدعي العام في لاهاي، تهدف إلى إثبات أن الحكومات والشركات التي سمحت واستمرت في بيع الأسلحة إلى السعودية، “كانت تشجع وتحاول إضفاء الشرعية على عمل السعودية لمواصلة خطتها الحربية في اليمن، على الرغم من كل الأدلة التي تشير إلى أنه لا ينبغي عليها القيام بذلك”.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعرضت لانتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية وشعوب الدول الأوروبية بسبب عدوانها على اليمن، إضافة إلى انتقادات بعد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي “الكونغرس” التي وجهوها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي شددوا خلالها على أن هذه الحرب تسببت بكلفة عالية جداً دون أن تحقق أي من الأهداف المتفق عليها.