في ظل الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها القواعد الأمريكية شرقي سوريا، أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأن القوات الأمريكية أقدمت على إخلاء قاعدتها في منطقة التنف خوفاً من تعرّض القاعدة للاستهداف في الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
ونقلت “الأخبار” عن مصادرها العسكرية: “القوات الأمريكية أخلت قاعدتها في التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، عشيّة الذكرى الثانية لاغتيال سليماني والمهندس”، وقد تم نقل المعدّات والجنود إلى داخل الأراضي الأردنية، تجنُّباً لأيّ خسائر مادية وبشرية، قد تقع نتيجة استهداف ما، الأمر الذي أكده أيضاً “المرصد” المعارض.
وأشارت المصادر إلى أن تبرير هذا الإجراء الأمريكي مرده هو ورود معلومات استخبارية للأمريكيين، تفيد بإمكانية تعرّض قاعدتهم في التنف لهجمات، فيما سُجّلت حالة من الاستنفار العالي في كلّ القواعد الأمريكية الأخرى في سوريا، وفقاً لما نقلته الصحيفة.
ووسط هذه المعلومات تتوقع المصادر العسكرية السورية التي نقلت عنها “الأخبار” أن تبقى القواعد الأمريكية في دائرة الاستهداف.
وبحسب مراقبين نقلت عنهم الصحيفة، فإن إخلاء التنف، يُظهر إدراك الأمريكيين لمستوى قدرة محور المقاومة على فرض معادلات ميدانية جديدة، تُجبر أميركا على اتّخاذ قرار بإخلاء قاعدة كبيرة وأساسية، ولو مؤقّتاً، ويعني ذلك أن مزيداً من العمليات المشابهة ستكون له تداعياته المباشرة على حرّية حركة القوات الأمريكية، وعلى أمن قواعدها، وبالتالي على وجودها بشكل كامل، وأن النقاش سيتجدّد حول جدوى بقائها في سوريا.