نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً لمديرة منظمة “أمنستي إنترناشونال”، كيت ألين، تحت عنوان “الرقة مدمرة مثل درسدن الحديثة، هذا ليس قصفاً دقيقاً”.
وجاء في المقال:
قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها العسكريون عبر السنين رواية عن “القصف الدقيق والهجمات الجراحية” في كوسوفو والعراق وسورية، وكان ذلك كذبة، وهو الآن كذبة أيضاً، خاصة عندما يطلق العنان لقنابل وصواريخ تطلق بالمئات على التجمعات السكنية الكثيفة في الرقة والموصل، ما يعني قتل المدنيين بالمئات وربما بالآلاف.
ولكن أسطورة الدقة والعملية الدقيقة تتواصل، لأسباب ليس أقلها أن الجيوش مثل جيوشنا ترفض الذهاب إلى المدن التي قصفتها، وترفض الاعتراف بالقتل حتى يتم تقديم أدلة لا يمكن دحضها.
وبعد رفض بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة زيارة مدينة الرقة، زارت مديرة منظمة “أمنستي إنترناشونال” المدينة المنكوبة جراء القصف الجماعي على يد “التحالف”، الذي قادته الولايات المتحدة والتي رفضت أيضاً إرسال محققين إلى الرقة للكشف عن حقيقة القصف الدقيق.
وتقول مديرة المنطمة: “لم يسبق لي أن رأيت في حياتي مدينة مدمرة بالكامل، وليس في حي واحد، بل أحياء كاملة، فكر في درسدن لتقرب المشهد، شارع تلو آخر، وبنايات مجوفة، وأميال من الأنقاض، وركام من الحديد الملتوي، دمار كامل، ولم يحصل المدنيون على المساعدة الماسة لإعادة البناء، واضطرت عائلات بأكملها للعيش في البنايات التي تعرضت للقصف”.
ومن المعروف أن القصف المدفعي غير دقيق، ويجب ألا يستخدم في المناطق المدنية، وهو استخدام عشوائي لإطلاق النار، لكن “التحالف” قصف المناطق المدنية مرة تلو الأخرى على مدى 4 أشهر، وفي الحقيقة تفاخر الأمريكيون بأنهم قصفوا الرقة أكثر من قصفهم في أي نزاع في العالم منذ حرب فيتنام.