تزامناً مع بدء الانتخابات الرئاسية التركية، أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية، بأن اللاجئين السوريين في تركيا يواجهون مستقبلاً غامضاً “سواء فاز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات أو خسر”.
وتحدثت الصحيفة عن ازدياد مخاوف الترحيل عند السوريين مع ارتفاع حدة الصراع بين الأطراف المتنافسة في الانتخابات، وتصاعد دعوات المعارضة المطالبة بطرد اللاجئين من البلاد.
وأضافت الصحيفة البريطانية: “هناك نحو أربعة ملايين سوري في تركيا، تجذر وجودهم في البلاد على مدى العقد الماضي، على الرغم من المناخ العدائي المتزايد”، مشيرة إلى أن آخر استطلاعات الرأي أشارت إلى أن نحو 80% على الأقل من الأتراك يريدون عودة السوريين إلى بلادهم.
ونقلت الصحيفة المذكورة، عن لاجئ سوري قوله إن نتائج الانتخابات ستكون مصيرية له ولكل السوريين في تركيا، فيما قال آخر: “جميعنا يعلم أن اللاجئين هم كرة قدم سياسية تستخدمها الحكومة الحالية لتهدئة المعارضة، بينما تستغلها الأخيرة لإرضاء الجمهور التركي الأوسع”.
وفي وقت سابق، تعهد مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، كمال كليجدار أوغلو، بترحيل اللاجئين في غضون عامين إذا فاز بالانتخابات وأصبح رئيساً.
ويعاني كثير من اللاجئين السوريين في تركيا من تدني مستوى المعيشة وصعوبة الحصول على وظائف ذات دخل مرتفع، فضلاً عن تعرضهم لممارسات عنصرية من بعض الأتراك والتي تصل أحياناً إلى التجاوز اللفظي أو الاعتداء الجسدي.
وترتبط تركيا باتفاقيات دولية عدة تلزمها بحماية اللاجئين، وهو ما يجعل من الصعب تنفيذ تعهدات المعارضة بالترحيل الجماعي لكل اللاجئين، بحسب موقع “بي بي سي”.
ووفق تصريحات لوزارة الداخلية التركية في أواخر العام الفائت، فإن أكثر من نصف مليون سوري عادوا إلى بلادهم طوعياً، بينما رحلت السلطات التركية ما يقرب من 20 ألفاً بسبب “قضايا أمنية”، مع الإشارة إلى أن منظمات حقوقية مثل “هيومان رايتس ووتش” اعتبرت هذه الإجراءات انتهاكا للقانون الدولي، إذ تحدثت سابقاً عن “ترحيل قسري” لمئات السوريين في عام 2022، بحسب “بي بي سي”.
وبحسب تقرير لوزارة الداخلية التركية، صدر في كانون الأول الماضي، حصل أكثر من مئتي ألف سوري على الجنسية التركية في الأعوام الماضية، بينهم نحو 130 ألفاً سيصوتون في انتخابات هذا العام.
وتتركز النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية التركية انطلقت اليوم 14 أيار، لانتخاب رئيس جديد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 600 نائب، مع الإشارة إلى أن رجب طيب أردوغان أدلى بصوته في مدينة إسطنبول، بينما أدلى مرشح تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو بصوته في العاصمة أنقرة.