بعدما ساعدت تركيا على انتشار “جبهة النصرة” في محافظة إدلب، تعمل الأخيرة في المرحلة الحالية على فرض سيطرتها وإظهار قوتها.
ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن نيكولاس هيرسمن الذي يعمل في “مركز أبحاث الأمن الأمريكي الجديد”: “إن جبهة النصرة تشترك في الهدف نفسه مع داعش لكنها اعتمدت على السماح للفصائل الأخرى بالوجود” مضيفاً أن “النصرة” وضعت نفسها في موضع المسيطر على النقاط الحدودية الرئيسية في إدلب، وسيطرت على الطرق المؤدية من المدينة وإليها، والتي تعتبر بمثابة شرايين رئيسية للمنطقة ومن خلال هذه الطريقة، تحولت الهيئة إلى القوة المسيطرة في إدلب وذات السيادة الفعلية هناك”.
وبعدما تمكنت “النصرة” وبمساعدة تركيا من السيطرة على مناطق حيوية في المحافظة وطردت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا منها، أكدت الصحيفة البريطانية أن منظمة حقوق الإنسان الدولية، وثقت في كانون الثاني من هذا العام، عشرات الاعتقالات التي قامت بها “النصرة” في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن “النصرة” ضمنت تأخير عمل عسكري تستعيد من خلاله القوات السورية إدلب، من خلال الاتفاق الذي سعت إليه تركيا مع روسيا، لافتة إلى أن “النصرة” استغلت هذا الاتفاق لزيادة نشاطها ما يهدد مصير الاتفاق ويقلل الآمال المعلقة عليه.
وحول الضغوط الخارجية المفروضة على “النصرة” من خلال وضعها على قائمة “الإرهاب”، نقلت “الإندبندنت” عن تشارلز ليستر الذي يعمل في “معهد الشرق الأوسط” قوله: “تقوم استراتيجية النصرة على الرد بشكل عدواني على الضغوط الخارجية، وللأسف وقع المدنيون ضحية هذه المقامرة، حيث تقوم النصرة باتخاذ إجراءات صارمة لإظهار سلطتها مرة أخرى”، مشدداً على أن خروج “النصرة” من إدلب يعني انتهاءها.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة “عنب بلدي” المعارضة عن قيادي في إحدى الفصائل الموالية لتركيا أن “النصرة” تنتظر الجهود الدولية لنزع اسمها عن قائمة “الإرهاب”.
يذكر أن “عنب بلدي” كشفت سابقاً أن تركيا هي من ساعدت بانتشار “النصرة” في إدلب مشيرة إلى أن أنقرة أوقفت دعمها عن فصائلها في إدلب بشكل مفاجئ ما تسبب بهزيمتهم وانتشار “النصرة” في المحافظة.