نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً للباحث الاستراتيجي والمسؤول السابق في الخارجية الأمريكية، مايكل فاكس، يتحدث فيه عن حلم الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وقدرتها على شن حربٍ على إيران.
وجاء في المقال:
بعد الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، التي حملت واشنطن إيران مسؤوليتها، دعا السناتور توم كوتن إلى ضربة انتقامية، فيما اقترح صحفي في صحيفة “نيويورك تايمز” عملية أمريكية من أجل إغراق الأسطول البحري الإيراني، ولكن كل ذلك يعتبر منفصل عن الواقع.
بعد سنوات من العقوبات الأمريكية المنسقة استطاع أوباما توقيع اتفاق مع طهران أوقف الطموحات النووية الإيرانية بعض الشيء، وصادقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليه.
ولكن ذلك لم يكن كافياً لمن علقوا في حلم الحرب على إيران، حيث قام أتباع دونالد ترامب بمحاولات لإقناع صناع السياسة بالتقارب مع أنظمة مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما دعموا الحرب المدمرة في اليمن، ومن بين هؤلاء جون بولتون، الذي ظل مهووساً بهذا الحلم المحموم، ودعا في عام 2015 إلى ضرب إيران.
هذا كله كان بدلاً من تقديم مجموعة من الأهداف الواقعية، أو استراتيجية يمكن من خلالها تحقيق بعض الأهداف، ولو كان الحلم المحموم ومن أصيبوا بالحمى هم الأكثر قدرة على تقديم الحلم، فإن حلفاء أمريكا في أوروبا وآسيا أصيبوا بالإحباط من تأثير المصابين بهوس إيران على السياسة الأمريكية، وتساءلوا عن السبب الذي دفع أمريكا للتخلي عن اتفاقية نووية ناجحة كهذه.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه يذكرنا بفترة التحضيرات لضرب العراق في عام 2003، وكيف كذبت إدارة جورج دبليو بوش حول ملكية العراق لأسلحة الدمار الشامل، وعلاقته مع الإرهاب، وكيف أخبر الأمريكيين أن الغزو سيكون سهلاً، وسيتم الترحيب بالأمريكيين بصفتهم محررين.