نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية مقالاً تتحدث فيه عن لقاء نتنياهو وابن سلمان في مدينة نيوم السعودية، في محاولة لكسب خطوة أخرى من المملكة نحو تطبيع علاقاتها بالكيان الإسرائيلي.
وجاء في المقال:
من النادر أن لا يحفظ سر بهذا الشكل، فبعد ساعات فقط من العودة من لقاء نتنياهو وابن سلمان الذي كان يجب أن يكون سرياً، سرب مساعدوه بأن الخبر إلى وسائل الإعلام “الإسرائيلية”.
وجاء الخبر الذي تم نشره على النحو التالي: “نتنياهو، يرافقه ملحقه العسكري اللواء آفي بلوث، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مائير بن شابات، غادر مساء الأحد على متن طائرة خاصة مستأجرة من رجل الأعمال “الإسرائيلي” أودي آنجيل إلى مدينة نيوم المستقبلية، المنتجع السعودي على البحر الأحمر”.
وهناك تم لقاء نتنياهو وابن سلمان لمدة ثلاث ساعات مع خالد بن علي الحميدان، مدير عام مديرية المخابرات العامة، والذي قام بترتيب اللقاء هو وزير خارجية الولايات المتحدة المغادر مايك بومبيو، الذي كان حاضراً أيضا.
ومن حين لآخر، كان رؤساء وزراء “إسرائيل” ورؤساء الموساد، منذ شابتاي شافيت في مطلع تسعينيات القرن العشرين، يلتقون بكبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك رؤساء المخابرات وقيادات الجيش.
إلا أن كل تلك اللقاءات السابقة كانت تبقى أسراراً مصانة، حيث كان السعوديون يصرون ويحذرون نظراءهم “الإسرائيليين” ضد الكشف عن حدوث تلك اللقاءات، وفيما عدا بعض التسريبات العابرة إلى وسائل الإعلام، كانت سرية اللقاءات مكنونة يلتزم كلا الطرفين بالتكتم الشديد حولها.
أخذا بالاعتبار طبيعة تلك اللقاءات السابقة، من الواضح أن الأطراف المعنية كانت تعلم دوماً كيف تحول دون حدوث أي تسريب.
ولذلك، فإن الكشف عن الاجتماع الأخير يبدو مؤشراً على أن محمد بن سلمان في الأغلب وافق مسبقاً ونسق مع نتنياهو، حتى لا تأتي أخبار اللقاء “السري” عبر البيانات الرسمية، وإنما عبر تسريب مصرح به، وبذلك يظل ثمة مجال للإنكار.
بمعنى آخر، انعقاد اللقاء، والاستعداد لإضفاء صفة رسمية عليه برمشة عين، ما هو سوى خطوة أخرى تتخذها السعودية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي.