تستمر التسريبات الإعلامية بالتزامن مع التصريحات اليومية للمسؤولين الأتراك حول مؤشرات التقارب بين أنقرة ودمشق، في حين تشدد الدولة السورية في صمتها السياسي إزاء المفاوضات التي تجريها استخبارات البلدين.
وكشفت صحيفة “تركيا” المقربة من الحكومة التركية، عن إنهاء استعدادات أنقرة لفتح بوابتين جديدتين باتجاه سوريا لنقل البضائع والمساعدات الإنسانية، وهما بوابة الباب – أبوزندين وبوابة إدلب – سراقب.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “الخطوة التالية من الجانب التركي، هي إعادة فتح معابر غازي عنتاب – كيليس – هاتاي، مضيفةً أنّ “هذه الخطوة تأتي في إطار التقارب التركي – السوري”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: إنّ “موسكو عرضت الوساطة من أجل عقد اجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد”.
وصرّح كالين، أمس الثلاثاء، لقناة “24 تي في” التركية، أنه “ليس هناك أي أرضية سياسية لعقد لقاء بين أردوغان والأسد في الوقت الحالي، ولكن أنقرة لا تغلق الباب أمام الدبلوماسية”.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن الحوار مع دمشق هو السبيل لحدوث تفاهم وتوافق بين تركيا وسوريا، إذ لا وجود لسلام بين الجانبين دون حصول اتفاق بينهما.
وخلال لقاءٍ أجراه مع قناة “TV NET” ، بيّن وزير الخارجية التركي أنه لا توجد حالياً خطة للتفاوض السياسي والحوار مع الرئيس بشار الأسد، لكن ربما تكون هناك اتصالات في المستقبل.
وعن وجود لقاءاتٍ قادمة بين المسؤولين الأتراك والسوريين، أجاب الوزير التركي: أن “أردوغان كان واضحاً في تصريحاته، إذ رفض مايجري من اقتتال في سوريا، لكن الحرب تطوّرت بشكلٍ كبير وأصبح هناك “منظمات إرهابية” تسيّطر على أجزاء من البلاد وتشكل تهديداً لتركيا”.
يشير خبراء إلى أن التغييرات الدبلوماسية التي حصلت في الخارجية التركية أخيراً، تندرج في سياق إيجاد فريقٍ جديد للملف السوري يرسم ويقود التوجهات الجديدة لأنقرة حيال تحقيق مصالحة مع دمشق، بعقلية وذهنية جديدة تفترق عن سلفه في اقتراح وتنفيذ سبل الانفتاح وموجباته في المديين القريب والمتوسط، وإن لم تصل الأمور أو تنضج في المرحلة الحالية لإنشاء قناة دبلوماسية، بصرف النظر عن حجمها، لتحقيق اختراق في الملف، الذي تدور مفاوضاته على مستوى جهازي الاستخبارات بين البلدين، من دون تحديد مدة زمنية لإمكانية انتقاله إلى الشق السياسي، الذي يبدو أنه ليس بمتناول اليد في الوقت الراهن.
أثر برس