عند الحديث عن تعزيز الوجود الأمريكي اللاشرعي في مناطق حقول النفط السورية شرقي الفرات ، لا يمكننا استبعاد دور”قوات سوريا الديمقراطية” وخصوصاً وأنها أعلنت عن تعاونها مع واشنطن بهذا الوجود، لكن هذا التعاون لم يغير شيء من نظرة ترامب لـ”قسد” على أنها مجرد أداة يتم إرضائها ببضع امتيازات ووعود، احتمال الوفاء بها ضئيل جداً إن لم يكن معدوماً.
وفي هذا الصدد جاء في صحيفة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية جاء:
“تحاول القيادة الأمريكية استخدام التشكيلات الكردية لزعزعة الوضع السياسي العام في المنطقة والضغط على خصومها، أي سورية وإيران وروسيا.. يمكن بسهولة تصوّر كيف سيبدو هذا المخطط: تسيطر القوات الأمريكية على حقول النفط الرئيسية، وبعد ذلك تقوم واشنطن بإنذار الأكراد: إما أن تفعلوا ما نقوله، أو نحرمكم من الحصول على أموال النفط السوري، وبالتالي، سيكون على قادة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ككل، في هذه الحالة، العمل لمصلحة الولايات المتحدة، والقيام بالمهام التي ستحددها القيادة العسكرية الأمريكية أمامهم”.
وجاء في صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية:
“ممكن أن يعمل حلفاء الولايات المتحدة أيضاً على تعزيز نفوذ وتأثير قوات سوريا الديمقراطية الناجم عن السيطرة الفعلية على البنية التحتية النفطية في سورية، ومن حيث المبدأ، ربما يتم إعادة طرح المقترح القديم بشأن تزويد قوات سوريا الديمقراطية بالمصافي النفطية المتنقلة التي تسمح لها بتكرير النفط المستخرج”.
ونشرت صحيفة “المنار” المصرية حول الوجود الأمريكي في سورية وضرورة الحد من تدخل واشنطن وحلفاءها المتمثلين بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، فورد فيها:
“إن كل ما يجري اليوم في سورية هو من صنع أمريكا وحلفاؤها، وأن مصلحة سورية البلد، وسورية الشعب، وسورية الدولة قد تقتضي مواجهة دولية أكبر لإيقاف التدخل الأمريكي بسورية فضلاً عن جرائم الوحدات الكردية عند الحد الذي وصلت إليه، بكل ما أوتيت من جهد للحفاظ على سورية متصالحة مع نفسها، وحريصة على مستقبل شعبها، رغم كل هذا الدمار الذي يعمل على تكريسه الغرب لتفتيت بنيتها الاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية أيضاً”.
واضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب بالبقاء عند منطقة حقول النفط شرق الفرات فقط بهدف الحصول على النفط، بل لتنفيذ أهداف أخرى تتعلق بزعزعة الوضع الداخلي لسورية والشرق الأوسط بأكمله، والأداة لن تكون الوجود الأمريكي الاشرعي بل “قوات سوريا الديمقراطية” التي سبق أن خذلتها الولايات المتحدة لمرات عدة.