رأت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في مقال للصحفي ” إيغور سوبوتين” بأن الاقتصاد التركي لا يمكنه تحمل نفقات التدخل العسكري في ليبيا ودعم حكومة الوفاق الوطني، على ضوء الأعباء التي يخلقها وباء كورونا.
ويقول الكاتب أن الوضع حول فيروس كورونا لم يغير من خطط تركيا في ليبيا، مؤكداً أن الدلائل الخارجية تشير إلى أن رجب أردوغان مستعد لمواصلة الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بقيادة فايز السراج، علماً أن الجانب العسكري من هذه المساعدة سيشكل، في سياق انتشار كوفيد-19، على الأرجح، عبئاً ضخماً على الاقتصاد التركي، الذي يعاني من دون ذلك وضعا مقلقاً.
ويستذكر الكاتب أنه على مدار العام الماضي، أبدت السلطات التركية استعدادها القوي للدفاع عن حدود مجال نفوذها في ليبيا، مضاعفة الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني، إلا أن مثل هذا التدخل العميق في الصراع تصاحبه حتما مخاطر مالية.
ويشير الكاتب إلى أن مشاكل تركيا الاقتصادية تفاقمت بسبب الأزمة حول كوفيد-19، مستشهداً بتقديرات المجلة البريطانية “إيكونوميست”، التي قالت إن القيادة التركية، لا تستطيع الاستجابة مالياً بدرجة كافية لتلك القيود التي تم اعتمادها لاحتواء الوباء.
وخلص الخبراء إلى أن مثل هذا الوضع يجعل اقتصادات الأسواق الناشئة “تعتمد على مزيد من القروض الخارجية في الأسواق المعادية”، كما تشير البيانات المنشورة في “إيكونوميست” إلى أن تركيا في حالة الإجهاد لديها أدنى مؤشر للعلاقة بين حجم احتياطيات النقد الأجنبي والحاجة إلى التمويل الخارجي، وهذا يثير تساؤلات ليس فقط بالنسبة لسياسة أنقرة الداخلية، إنما والخارجية أيضاً.