أفادت الصحيفة الروسية “فزغلياد” بأن روسيا تعمل على إعادة هيكلة عمل منظومة الدفاع الجوي في شبه جزيرة القرم، لافتة إلى أن هذه المنظومة اكتسبت خبرة واسعة في سوريا بصد المسيرات التركية والأمريكية التي سبق أن حاولت استهداف قاعدة حميميم الروسية في طرطوس.
ونقلت الصحيفة عن النائب السابق للقائد العام للقوات الجوية الروسية لنظام الدفاع الجوي المشترك لرابطة الدول المستقلة، الفريق “إيتيتش بيجيف” قوله: “قوات الدفاع الجوي الروسية اكتسبت خبرة واسعة في صد هجمات الطائرات المسيّرة خلال عملها في سوريا”.
وأضاف: “خلال العملية السورية، واجه جيشنا لأول مرة الطائرات المسيّرة، كانت هناك هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة على قاعدة حميميم الجوية، وكانت تجربة مقاومتها ناجحة، فقد تم إسقاط كل من الطائرات التركية والأمريكية المسيرة هناك”، وفقاً لما نقلته الصحيفة الروسية.
ويأتي الحديث عن الخبرة التي اكتسبتها قوات الدفاع الجوي الروسية في سوريا، وضرورة الاستفادة منها في شبه جزيرة القرم بالوقت الذي يؤكد فيه عسكريون روس على أن القرم قد تكون أمام خطر استهدافات مكثفة بالطائرات المسيّرة، حيث نقلت “فزغلياد” عن خبراء عسكريين روس قولهم: “إعادة هيكلة منظومة الدفاع الجوي يشير إلى أن التهديد الذي يجري النظر فيه الآن، هو الخطر التي تحمله الطائرات المسيّرة الهجومية القادرة على حمل شحنة قنابل”.
وفي نيسان الفائت تم الإعلان عن تسليم منصب قيادة المرحلة التالية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا للجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف، الذي نال لقب بطل روسيا نتيجة مشاركته في العمليات العسكرية بسوريا، حيث أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حينها إلى أن اللواء دفورنيكوف تم ترقية رتبته في سوريا.
وسبق أن تم الحديث عن استفادة روسيا من الخبرة العسكرية التي اكتسبتها في سوريا، حيث أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية في آذار الفائت إلى أنه “بالنسبة لبوتين أصبحت سوريا نقطة التقاء لسلسلة من المصالح الروسية، ومكاناً يمكنه فيه اختبار أسلحة جديدة، واتخاذ موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط، ورعاية الوكلاء”، وكذلك أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل ” بأن “قرار موسكو عام 2015 بالانضمام إلى الحرب في سوريا كان أول عمل عسكري لها خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ انهيار الاتحاد، وأصبحت الدولة السورية ساحة اختبار للأسلحة والتكتيكات الروسية التي يمكنها الآن استخدامها في أوكرانيا”.